تتواصل فعاليات الطبعة الثانية من المهرجان الوطني للزى التقليدي الجزائري الحامل شعار “عادات وأزياء في المدينة"، التي شهدت إقبالا جماهيريا واسعا شمل مختلف شرائح المجتمع، حيث جاء هؤلاء لاكتشاف الفترات التاريخية التي مر بها زينا التقليدي الثري والمتنوع. تميز اليوم الثاني من المهرجان الوطني للزي التقليدي الذي يعتبر فضاء للتلاقي والتعارف وتبادل الخبرات بين المصممين والخياطين، وكذا ترسيخ ثقافة الحفاظ عليه وتطويره، بإقبال جمهور من مختلف الفئات الاجتماعية والعمرية، متعطش لاكتشاف خبايا تراثنا التقليدي الذي ساد خلال القرنين 19 و20. خصصت التظاهرة التي فتحت أبوابها للجمهور نهاية الأسبوع الفارط بقصر رياس البحر في العاصمة، الحصنين 18 و23 لعرض الملابس النسائية والرجالية التي مثلت مختلف مناطق الجزائر الواسعة، كما تم عرض صور تاريخية لشخصيات معروفة كانت ترتديها أنا ذاك على غرار الفنان الحاج محمد العنقا، وحمود بوعلام...وتميزت العروض بتنوع ألوانها وطريقة تصميمها وعملها تبعا للمناطق التي مثلتها حيث أخذ الزي العاصمي حصة الأسد من المعروضات، ممثّلة بمديرة دار تصميم “أزيادي”، سميرة غزايلي. «زينا التقليدي بطاقة تعريفنا” أشادت غزايلي التي تشارك للمرة الثانية في هذه التظاهرة الثقافية، بغنى اللباس التقليدي الجزائري وتنوعه، حيث قالت:«لا يوجد أي بلد يحتوي هذا الثراء الثقافي مثل بلدنا الجزائر”. ومن جهة أخرى، نصحت المتحدثة الفتيات المقبلات على الزواج وحتى النساء العاملات أو الماكثات بالبيت، بارتداء الألبسة الوطنية التقليدية المتنوعة والابتعاد عن الأزياء الدخيلة عن ثقافتنا وتراثنا، وفي نفس السياق وجهت رسالة إلى الجيل الجديد دعته من خلالها إلى حب تراثه وثقافته بارتداء البدرون، الحايك، الكاراكو.. تميز القندورة القسنطينية يكمن في خصوصية إنجازها أضافت صورية بابوري، العضوة في جمعية صخر العتيق لمدينة قسنطينة، بأن المرأة القسنطينية لا تزال متمسكة بعاداتها في ارتداء القندورة في مناسبات اجتماعية عديدة، حيث كانت العروس فيما مضى ترتدي 7 ألبسة، لتتقلص اليوم إلى زيين إلى جانب اللباس الأبيض، وهما الأسود للسهرة واللباس المصنوع بالفتلة الحرة أو خيط المجبود. ومن جانبها عبرت مغنية جلولي، رئيسة جمعية الأمل الثقافية لبلدية خميس مليانة المتخصصة في مجال الصناعة التقليدية بأن الهدف الأول للجمعية هو تلقين الفتيات الماكثات بالبيت أصول الصناعات التقليدية وتمثل عرض خميس مليانة في سروال الشلقا، الكاراكو العاصمي، محرمة الفتول، الحويك التي لا تزال تتمسك بها المرأة المليانية. أما زينب مجاهدي، مصممة الأزياء التقليدية، فقد أشارت إلى أن المرأة التلمسانية لا تزال متشبثة بزيها التقليدي الذي ترتديه في كل الأفراح والمناسبات وللحصول على بلوزة أنيقة وراقية تتطلب مواد حرة لتجسيدها إضافة إلى الإكسسوارات كالجبين، خيط الروح أو الزروف. لتجمع مدينة المدية بين الزي التقليدي النسائي والرجالي على غرار بيت العروس، برنوس الأبيض، برنوس الوبر، القشابية حيث أكدت أندلسية بصري، المشرفة على جناح المدية، والخبيرة في الزي التقليدي بأن حان الوقت لتعليم أبنائنا وبناتنا أصول هذه الصنعة حتى لا نتركها مخبأة ونبرز طرق الحفاظ عليها من الزوال والاندثار. للإشارة، أجمعت كل الحرفيات على ضرورة تعميم مثل هذه المبادرات ليس فقط على المستوى الوطني بل أيضا على المستوى العالمي للتعريف بغنى وتنوع تراثنا الذي يعد بطاقة تعريفنا في حياتنا.