تتواصل بقصر الثقافة ”مفدي زكريا” فعاليات الطبعة الخامسة لصالون الخريف، وهذا إلى غاية آخر يوم من الشهر الجاري، بمشاركة 58 فنانا في الفنون الجميلة من رسم، ونحت وتصوير، قدموا من 16 ولاية ومن دولة ألمانيا. في هذا السياق، قال المنشط الثقافي بقصر الثقافة عباس ماسينيسا ل ”المساء”، أنه تم جمع الأعمال الفنية ابتداء من شهر أفريل من العام الماضي، لتقوم لجنة مختصة باختيار بعضها للمشاركة في هذا المعرض، مضيفا أنّ كلّ فنان يشارك بعملين فنيين سواء في الرسم الزيتي أو الأكوارال أو النحت أو الصورة أو الفن المعاصر من رقمي وديجيتال. وأضاف عباس أنّ المعرض يفتخر بمشاركة النحات الكبير محمد بوكرش (العاصمة) بقطعة فنية من حجر اونيكس، مشيرا إلى مشاركة فنانين مبتدئين وآخرين هواة ومحترفين في هذا الموعد السنوي، بالإضافة إلى فنان جزائري مغترب بألمانيا بمنحوتتين؛ واحدة من النحاس والثانية من الرخام الأبيض، مشيرا إلى أهمية أن يعرض الفنان في قصر الثقافة، حيث ستُفتح له الأبواب في المستقبل، وربما سيتمكن حتى من عرض أعماله في الخارج. وقدّم المعرض فسحة كبيرة لفن النحت، مما أضفى عليه خصوصية جميلة، والبداية بمشاركة الفنان القدير محمد بوكرش بتحفة منحوتة على حجر أونيكس بعنوان ”حب”، أما الفنان المغترب بألمانيا، عقاد عبد القادر، فشارك بمنحوتتين؛ الأولى مصنوعة بالبرونز بعنوان ”تكافل” وتُبرز شكل إنسان لا تظهر ملامح وجهه وكأنه يعانق نفسه، أما المنحوتة الثانية، فهي من الرخام الأبيض بعنوان ”شفافية”، وتظهر وجه امرأة وكأنها تضع ستارا شفافا على وجهها. ودائما مع النحت، وهذه المرة على الخشب مع الفنان بوشباح صالح (بجاية) الذي عرض منحوتة معبرّة تحمل عنوان ”الظهر الممتلئ”، وتبرز هيئة رجل يحمل الكثير على ظهره، بالإضافة إلى قفة كدليل على صعوبة حياة الفنان في الجزائر، وعودة إلى النحت على الرخام مع الفنان بوطريف يونس (شرشال) بمنحوتة ”نحلة بهلوانة”، أما منحوتته الثانية، فهي على الغرانيت بعنوان ”الساجدة”. وقدم النحات شربال سيف الإسلام (سطيف) منحوتتين من مواد مختلفة؛ الأولى بعنوان ”دكتاتور”، حيث وضع دلوا وكتب عليه أنه منبر الشعب، ولف أعلاه بسلاسل من حديد كرمز لتقييد الحرية وغرز مسامير فيها، كما وضع أيضا مختلف المواد تعبر عن مأساة الشعوب العربية، بالإضافة إلى سيوف صغيرة لتكون هذه التحفة رمزا ”للربيع العربي”، أما منحوتته الثانية ”رماد2”، فجاء على شكل مجسم في شكل كانون وزرع فيه ذراعين يحملان كوكب الأرض، في حين اختار النحات فاضل ناصر (باتنة) موضوع الحراقة لمنوحتته من الجبس والمعدن، بينما عنون النحات زياني عمار (تيزي وزو) منحوتته ب«الخادم”. وشارك فنانون رسامون في المعرض، من بينهم عبد اللاوي مراد (أم البواقي) الذي لم يشأ أن يعنون لوحتيه اللتين جاءتا بالأسلوب التجريدي، أما الفنانة عيسات نور الهدى، فقد اختارت لمنظرها الطبيعي الخلاب ثماني لوحات قصيرة ملتصقة ببعضها البعض، بينما انتقى اخناق حكيم الفن الواقعي لرسم باقة من الأزهار والفواكه، بينما اختار الفن التجريدي في عمله الثاني. من جهتها، استعملت الفنانة عمري سميرة (بجاية) الأكوارال لرسم امراة ملحفة ب«الحايك”، وكذا فرقة نسوية تعزف أحلى النغمات، ودائما مع المرأة، رسم ركاه سليم لوحة ”نوستالجيا”، وهي لامرأة تضع ”الحايك”، أما بومرداسي سامية، فاعتمدت على تقنية الاركيليك في لوحتيها، مختارة ألوانا لامعة فارضة نفسها بقوة، بينما رسم سعدان محمد ”امراة في المطبخ” ومزج فيها بين الأسلوبين الواقعي والتصويري. أما في عالم الفن الرقمي، فشاركت دبيح ليلى خديجة بعملين؛ الأول ”العدم” برسمة حذاء، والثاني ”دودة في جميع أحوالها”، وهي لامرأة تضع يديها على فمها، في حين شارك شريد شمس الدين إسلام بعملين في فن الديجيتال؛ الأول يحمل رسمة امرأة جميلة والثاني بعنوان ”قصة حب”، وهو عن قصة حب سرية. وفي سياق الصور، شارك جمع من الفنانين المصورين، من بينهم أوراغ حميد وهرنان بصورتين بالأبيض والأسود؛ الأولى عن طفل يهم بالخروج من البيت، والثانية بعنوان ”لامبالاة”، كما شارك بونيل محمد (البليدة) بصورتين أيضا؛ الأولى ”تكريم للشعراء الجزائريين”، وهي صورة هيئة رجل يناجي السماء في الليل، أما الصورة الثانية فهي لمنظر بحري يبرز جمال الجزائر. أما في عالم التصوير الرقمي، شاركت هارون نجية بصورتين؛ الأولى عن سلسلة حديد خشنة وكأنّها تتّجه إلى السماء، أما الثانية فهي لامرأة تستند على حائط وتقرأ كتابا، بينما انتقى حدادو ندير تقنية الرسم الضوئي ليقدم عملين وهما؛ ”هذا هو عملي” تظهر صورة حقيقية لباب حديدية، وأضفى عليها هيئة رجل ضوئي يبتغي اقتحام الباب، والصورة الثانية ”مقهى الفنانين”، تظهر هيئة رجل يقف في ظلمة المقهى وتضيئه إنارة قوية، لكنها لا تظهر ملامحه.