سلمت وزيرة الثقافة، السيدة خليدة تومي، سهرة أول أمس بالجزائر العاصمة، درع التكريم للأستاذ محمد خزناجي عميد الأغنية الأندلسية المتخصص في طبع الصنعة، نظير ما قدمه للثقافة الجزائرية وتمثيله تراثها الأصيل في العديد من الدول، وبرمج الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة المشرف على التكريم، حفلا فنيا موسيقيا أحيته مجموعة من المطربين. كرم واحد من الرموز الفنية في الأغنية الأندلسية، الأستاذ محمد خزناجي، سهرة أول أمس بقاعة ابن زيدون، وهو يدنو من سن ال84 سنة، وأدى خزناجي رفقة الجوق الجهوي للجزائر العاصمة بقيادة زروق مقداد، فيضا من أريج صوته الجزائري الأصيل الذي فاض به لسنوات طويلة في المحافل الدولية، ونال إثرها اعتراف الجميع بتميزه في الغناء. وزيرة الثقافة، السيدة خليدة تومي، التي سلمته ذرع التكريم، قالت إن محمد خزناجي يعد رمزا للعطاء الفني، مُعربة عن سعادتها كون التكريم تزامن مع الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، وهو فنان حافظ على التراث الموسيقي الكلاسيكي العريق، بتواضع وبعيدا عن الأضواء. وتابعت تقول أن محمد خزناجي يستحق هذا التكريم. وخلال تسلم الشيخ محمد خزناجي شهادة التكريم من قبل الوزيرة، قال “إن موهبته في الغناء ما هي إلا نعمة من الله، ولم ينس فضل المشايخ الكبار وتمنى لو تم تكريمهم في حياتهم”، مبديا عرفانه لهم. وتابع يقول “لولاهم لما كنت اليوم الفنان المعروف محمد خزناجي”، وحمد الله على حضور حفل تكريمه في الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر. وتم في مستهل الحفل عرض وثائقي مصور عن أعمال وحياة محمد خزناجي، تضمن صورا ومعلومات عن مشواره الفني المتواصل لأكثر من 60 عاما وشهادات الفنان عن أهم محطات سجله الفني وذكرياته، حيث استحضر أستاذه عبد الرحمان بن الحسين ومراد بسطنجي ومحمد بن شاوش، وكيف مثل الجزائر في حفل افتتاح حي الموسيقى بالعاصمة الفرنسية باريس، وجولاته العالمية في أرقى الحفلات والمهرجانات. وقد اختار القائمون على الحفل الفنانة زكية قارة تركي، الفنان نصر الدين شاولي ولمياء ماديني وإيمان سهير، ورشيد تومي، لأداء وصلات أندلسية على شرف محمد خزناجي بحضور أهله وأصدقائه ووجوه فنية جزائرية، جدير بالذكر، أن محمد خزناجي ولد سنة 1929 بالقرب من القصبة بالجزائر العاصمة، زاول دراسته بمدرسة “ساروي”، ينحدر من عائلة مولعة بالفن، ولأن والده كان تاجرا يشتغل في بيع الآلات الموسيقية التقليدية؛ تأثر الطفل محمد خزناجي بالموسيقيين الذين كانوا يترددون على الدكان لاقتناء أوتار الكمان والمندولين، وتتلمذ لفترة قصيرة على يد الشيخ بلحسين ثم على يد عبد الرزاق الفخارجي، حيث نشط العديد من الحصص الإذاعية. وقد كون العديد من التلاميذ ولا يزال ينصت إلى كل ما ينجز في حقل الموسيقى الأندلسية الجزائرية، ويعتبر أحد أعلام الموسيقى الأندلسية في الجزائر، ويرأس فرقة تسمى باسمه ‘'الخزناجية'' ويُحيي معها بانتظام جميع حفلاته، وقد شارك في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية، لاسيما في فرنسا، تونس، المغرب، إيطاليا، هولندا والولايات المتحدةالأمريكية.