احتضنت قاعة ابن زيدون بالجزائر العاصمة، مساء أول أمس الجمعة، حفلا تكريميا أقيم على شرف الفنان محمد خزناجي، أحد رموز الأغنية الأندلسية العاصمية بحضور كوكبة من الفنانين وأصدقاء المطرب وأعضاء من أسرته. وتميز هذا الحفل التكريمي الذي يدخل في إطار سلسلة الكريمات التي بادرت بها وزارة الثقافة تقديرا واعترافا بجهود الفنان في إثراء الفن الغنائي الجزائري بكل طبوعه باستحضار الأجواء العاصمية بألوانها الغنائية الأصيلة وأزيائها المتألقة التي أضفت على المكان بريق وهاج. وأضفى الحضور المميز لقامات الفن الأندلسي لمدرسة “الصنعاء" العاصمية جوا من الوقار والجدية على الركح قابلها استماع واستمتاع من قبل جمهور يتذوق الطرب الأصيل حضر بكثرة وتجاوب بخبرة مع الأداء الشجي للأصوات العذبة لأبرز مؤديي اللون العاصمي. فبعد متابعة شريط قصير عن أعمال وحياة محمد خزناجي، أحد أبرز فناني الطبع الأندلسي العريق، تضمن صور ومعلومات عن مشواره الفني المتواصل لأكثر من 60 عاما وشهادات الفنان عن أهم محطات سجله الفني وذكريات عن طفولته ونشأته وسط حي القصبة العريق بتراثه وفنونه وعاداته لاسيما في الأعياد والأعراس التي كانت ملتقى للفنانين. كما استحضر خزناجي في الشريط الذي استعان على أرشيف مؤسسة التلفزيون أساتذته خاصة معلمه عبد الرحمان بن الحسين ومراد بسطنجي ومحمد بن شاوش ومحطة انضمامه الجمعية الموسيقية “الحياة". كما تضمن الشريط شهادات أصدقاء ورفاق الفنان، الذين أشادوا بأخلاقه وقدراته ومهاراته العالية في الأداء خاصة مايسمى ب “التقليبة" في الطبع العاصمي. وتواصل التكريم الذي بادرت به وزارة الثقافة في إطار سلسلة الكريمات التي شملت أسماء كبيرة تركت بصماتها في ريبيرتوار الأغنية الجزائرية الثرية بطبوعها وألوانها بوصلات غنائية جادت بها حناجر دافئة لفنانين متميّزين دشنها الفنان والموسيقار مقداد زروق، الذي قاد الجوق الجمهوري للجزائر، الذي اصطحب الفنانين الذين شاركوا في إحياء الحفل. كما استمع الحضور إلى وصلات غنائية من أداء كل من رشيد تومي وزكية قارة تركي ونصر الدين شاولي. وشاركت في هذه الالتفاتة الطيبة تجاه فنان أبدع صوتا وتكوينا بصفته معلم في جمعية “الفن والأدب" و«معهد الموسيقى"،حيث تألقت أصوات شابة مثلتها كل من لامياء ماديني وإيمان صهير في لوحة جميلة جسدت تواصل الأجيال.