تقف وزارة الثقافة بعد غد الجمعة مساء، وقفة عرفان لواحد من رموز الفن الجزائري الاصيل وأستاذ مدرسة الصنعة بالجزائر العاصمة، محمد خزناجي، وذلك مواصلة لسلسلة التكريمات التي تنظمها الوزارة ويشرف عليها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. تقوم وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي بتكريم الفنان محمد خزناجي بقاعة “ابن زيدون” بديوان رياض الفتح، في حفل أندلسي على شرفه، نظير ما قدمه للحفاظ على الموروث الموسيقي الجزائري الكلاسيكي المسمى بالأندلسي، ولهذا الغرض تم تسطير برنامج للاحتفال بهذه الشخصية الموسيقية الفذة، إذ سيقوم الجوق الجهوي للجزائر العاصمة بقيادة مقداد زروق، بإحياء السهرة إلى جانب مجموعة من المطربين. صاحب الصوت والأداء الرائعين يعد مرآة للأصالة والتراث الأندلسي الراقي، كيف لا وهو من عشاق هذا النوع في ثنايا طبوع الزيدان بين المصدر والاستخبار وانصرافات والبطايحي والخلاصات، التي أثرت خزانة الموسيقى الجزائرية الأصيلة، وقد اختار القائمون على الحفل كلا من الفنانة زكية قارة تركي والفنان نصر الدين شاولي ولمياء مرديني وايمان سهير، لأداء وصلات أندلسية على شرف محمد خزناجي بحضور أهله وأصدقائه ووجوه فنية جزائرية. ومحمد خزناجي صاحب ال 83 سنة، يعتبر رمزا من رموز الموسيقى التقليدية الأندلسية العربية، ولد في 21 ماي 1929 بالقصبة في الجزائر، ترعرع في عائلة تتنفس الموسيقي الأندلسية، ونظرا لامتلاكه صوتا جميلا ساحرا، بدأ بأداء النصوص الدينية من القرآن الكريم، ومن ثم تعلم الموسيقى من معلمه الشيخ عبد الرحمان بن الحسين الذي كان بدوره تلميذا للأستاذ أحمد السبتي، مع حلول عام 1946، تميز بأسلوبه الخاص، وسرعان ما شد اهتمام كبار الموسيقيين والفنانين آنذاك مثل الفنان محمد بن شاوش، مراد بسطانجي، محمد ومحي الدين لكحل الذين يعود لهم الفضل في تعليمه أصول النوبة، كما حصل على فرصة للانضمام إلى الجمعية الموسيقية “الحياة “ مع عبد الرحمان بن الحسين الذي تعلم منه الكثير ونهل منه القواعد الأساسية وأسرار المدارس الموسيقية، خاصة مدرسة الصنعة، وقد كان ضمن الأوركسترا الكبيرة تحت قيادة الشيخ محمد فخارجي، ثم تحول للعزف والغناء المنفرد، حيث استطاع أن يبرز إمكانيات صوتية ومهارة عالية في الأداء، خاصة ما يسمى في النوع الأندلسي (التقليبة)، مما مكّنه من الحصول على الجائزة الثانية لأكاديمية الجزائر في عام 1953. كما تعاون مع معظم الفنانين الموهوبين والمشهورين، ليصبح معلما في جمعية “ الفن والأدب “ حتى سنة 1975، حيث تم تعيينه مدرسا في معهد الموسيقى بالجزائر. وغنى محمد خزناجي في المهرجانات الثقافية في تونسوالجزائر والولايات المتحدةالأمريكية، إيطاليا، فرنسا، المغرب، هولندا... قبل إنشاء مجموعته الخاصة “أوركسترا خزناجي”، التي أصدر معها بعض الألبومات.