تميل الأسر الجزائرية ليلة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، إلى إطفاء الأنوار وإشعال عدد كبير من الشموع في كل أرجاء المنزل، كنوع من التقليد وتعبيرا عن الفرحة بمولد خير خلق الله، غير أن أغلبها تتجاهل خطورة هذه الأخيرة، لهذا، تنبه مصالح الحماية المدنية لضرورة أخذ الحيطة والحذر عند إشعال الشموع، لاسيما وأنها تسببت في حرق بعض المنازل، نتيجة وضعها في أماكن عشوائية. في حديثه ل ”المساء”، قال سفيان بختي، رئيس مكتب الإحصائيات، ومكلف بالإعلام على مستوى الحماية المدنية لولاية الجزائر، ”إن مصالح الحماية المدنية تسجل في كل سنة، بمناسبة الاحتفال بمولد الرسول الكريم، العديد من الحوادث الناجمة عن الاستعمال المبالغ فيه للمفرقعات، وكذا الإشعال العشوائي للشموع التي كانت وراء فقد بعض المواطنين لمنازلهم في لحظات. وأضاف قائلا؛ ”الحماية المدنية سطرت برنامج عمل يعتمد على التحسيس والتوعية، من خلال الإشراف على تقديم بعض البرامج الإذاعية التي نقدم فيها للمواطنين مجموعة من الإرشادات الوقائية، إذ ندعوهم إلى وجوب التقيد بها وتطبيقها لسلامتهم وأمنهم، على غرار وضع الشموع فوق دعائم ثابتة غير قابلة للإحتراق، مع تجنب وضعها في أماكن قريبة من المواد سريعة الالتهاب أو بعض مصادر الغاز، كما ننبه الأولياء إلى توعية أبنائهم بمخاطر رمي المفرقعات على الأشخاص والممتلكات، لما ينجر عن ذلك من حوادث، هذا من ناحية. ومن جهة أخرى، يردف ذات المصدر؛ ”تكون فرق الحماية المدنية من الناحية الميدانية، ليلة الاحتفال، في حال تأهب قصوى، مجهزة بكافة الإمكانيات البشرية والمادية للتدخل، وعلى العموم، يكون تدخل الفرق حسب نوعية الحادث الذي عادة ما يكون عبارة عن حريق، أو انفجار على مستوى المنازل أو في الأماكن العمومية، نتيجة الرمي العشوائي للألعاب النارية. وفي رده عن سؤالنا حول مدى تنامي الوعي بخطورة هذه الألعاب، جاء على لسان محدثنا أنه بالرجوع إلى السنوات الماضية، وتحديدا سنة 2012، سجلت مصالح الحماية المدينة تدخلا واحدا فقط على مستوى بلدية براقي، أين تمت السيطرة على الحريق، وهذا لا يعود إلى تنامي الوعي، وإنما إلى سوء الأحوال الجوية الذي تزامن وتساقط كميات كبيرة من الثلوج التي حالت دون خروج الناس إلى الشوارع بغية الاحتفال، وبالتالي، كان هناك تراجع في استعمال هذه الألعاب، على خلاف سنة 2011، حين تم تسجيل 21 تدخلا على مستوى العاصمة، منها 17 حريقا تم فيها إحصاء العديد من الضحايا الذين أصيبوا على مستوى العين والأطراف. تبذل مصالح الحماية المدنية جهدها من خلال نوعية الخدمات التي تقدمها لإنقاذ الأشخاص والممتلكات، يقول بختي، مضيفا؛ ”القول باستبعاد تسجيل حوادث ليلة الاحتفال بالمناسبة مستبعد، بالنظر إلى عدم تنامي الوعي الكامل بخطورة هذه الألعاب، ومنه، فالمطلوب من المواطنين ونحن نحتفل بمولد خير البرية، وجوب التحلي بالحيطة والحذر بكل ما له علاقة بمنبع النار؛ كالشموع، فلا ينبغي أن يترك من يستخدمها، وتحديدا الأطفال، من دون حراسة.