أكدت دراسة طبية متخصصة أجراها باحثون من جامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة وجامعة أوكلاند في نيوزيلندا، أن تناول الأطفال للوجبات السريعة ثلاث مرات في الأسبوع يساعد على إصابتهم بالربو والحساسية الجلدية أو الإكزيما. وهو ما أكده ل"المساء”، الدكتور ضياء الدين بواب مختص في أمراض الغدد والسكري، اطلع على الدراسة وساق نصائح غذائية متعددة لصالح الأمهات، حفاظا على صحة الأطفال. تبين الدراسة المتخصصة أن هناك علاقة سببية بين الوجبات السريعة، انتشار ضيق التنفس وتقرح العيون، ”مما يجعل نتيجة الدراسة ذات أهمية كبيرة بالنسبة للصحة العمومية، بالنظر إلى توسع دائرة استهلاك الوجبات السريعة يوما بعد يوم من جهة، وكذا عينة الدراسة الكبيرة، حيث يعطي مصداقية كبيرة للدراسة المتخصصة ويجعلنا كمختصين نركز أكثر من ذي قبل على أهمية التكثيف من الحملات التحسيسية، للحد من تناول الوجبات السريعة من جهة أخرى”، يشير الدكتور ضياء الدين بواب. وقد شملت الدراسة 500 ألف طفل من أكثر من 50 بلدا، وبينت أن سوء العادات الغذائية قد يكون وراء ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الحساسية، فالأطفال الذين تناولوا وجبات سريعة مثل ”البرغر”، معرضون للإصابة بالتهاب جلدي حاد وتقرح في العيون، كما توضح الدراسة أن الوجبات السريعة غالبا ما تحتوي على نسب عالية من الدهون والأحماض التي تضر بالمناعة. ومن نتائج الدراسة كذلك، أن الأطفال الذين اعتادوا منذ سنهم المبكرة على تناول الوجبات السريعة ثلاث مرات أو أكثر أسبوعيا، معرضون للإصابة بالتهاب تنفسي حاد (الربو) ب 39 % أكثر من غيرهم، وب27% عند الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 6 و7 سنوات. كما أن ذات الأطعمة السريعة تتسبب في إصابة الأطفال بالحساسية الجلدية أو الإكزيميا الحادة، ويمكن للملونات الحافظة أن تضاعف من أعراض المرض، في الوقت الذي يسمح تناول ثلاث قطع أو أكثر من الفاكهة أسبوعيا بتقليص مخاطر الإصابة بالتهاب الجلد، ضيق التنفس وتقرّح العيون بنسبة 11 إلى 14%، بحسب ذات الدارسة. ويصف الدكتور ضياء الدين هذه الدراسة بكونها ”مهمة للغاية، تأتي مرة أخرى لتؤكد مخاطر الأكل السريع التي لا تتحدد في الإصابة بالبدانة أو السكري أو حتى ارتفاع الكولسترول والضغط الدموي فقط، وإنما الإصابة أيضا بالأمراض الصدرية والحساسية الجلدية”! ويضيف المختص بالقول؛ إن أهمية الدراسة تظهر كذلك بالنظر إلى عدد العينة الذي يصفه بالهام (500 ألف طفل)، ”وهذا له دلالة كبيرة يجعلنا كمختصين ندعو جميع الفاعلين في الصحة من مختصين وممثلي الحركة الجمعوية الناشطة في الصحة، وحتى السلطات الصحية كافة، إلى تكثيف العمل التوعوي بهدف غرس ثقافة تغذية سليمة وصحيحة، حفاظا على صحة الأجيال والصحة العامة كافة”. أما عن علاقة الأغذية السريعة بالإصابة بأمراض الحساسية، فيعلق المختص بالقول؛ إن ”استعمال المواد غير الطبيعية ومنها المواد الحافظة والملونات الغذائية، يعمل على إيقاظ حساسية الجسم التي يمكن لها أن تزعزع استقرار جهاز المناعة، وبالتالي التسبب في أمراض الحساسية التي قد تصل إلى حد الإصابة بالربو”. تجدر الإشارة إلى أن دراسة سابقة أنجزتها مؤخرا الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث (فورام)، قد أوضحت أن أكثر من نصف أطفال العاصمة يقصدون محلات ”الفاست فود” القريبة من مدارسهم لتناول وجبة الغذاء، بسبب عمل الأولياء، وهو ما يؤدي عادة إلى الإصابة بالتسممات الغذائية والاضطرابات الصحية، وعلى رأسها البدانة والسكري. وأكدت الدراسة أن جميع الأطفال الذين يقصدون محلات الأكل السريع يعانون من تذبذب غذائي، نظرا لما تحتويه الوجبات السريعة من مركبات غذائية فقيرة من حيث الفيتامينات المضرة بالجهاز الهضمي، بالنظر كذلك إلى تناول المشروبات الغازية بكافة أشكالها. كما تجدر الإشارة إلى أن دراسة سابقة قام بها مؤخرا خبراء في الصحة العمومية، حذرت هي الأخرى من تفاقم السمنة عند الأطفال، وشملت الدراسة أكثر من 7 آلاف طفل من مختلف ولايات الوطن، وبينت أن ما يفوق 30 % من أطفال الجزائر يعانون من أخطار السمنة التي أصبحت تصنف حاليا ضمن أخطر الأمراض المزمنة التي يؤدي عدم الوقاية منها إلى ظهور أعراض خطيرة عند الأطفال، مشيرة إلى أنه وبسبب أنماط الحياة المتبعة حاليا؛ كتناول الوجبات السريعة غير الصحية، إضافة إلى عدم اهتمام الأهل بنوعية الأطعمة التي يقدمونها لأطفالهم، إلى جانب كثرة تناول الحلويات، السكريات والمملحات التي يؤدي إلى تفاقم مشكلة السمنة بين الأطفال..