خلافا للسنوات الفارطة، سجل هذه السنة انخفاضا محسوسا في استعمال الألعاب النارية والمفرقعات بالنظر إلى عمليات الحجز التي باشرتها كل من مصالح الجمارك عبر الموانئ و الدرك الوطني والشرطة عبر الطرق البرية والتي زادت عن 10 ملايين وحدة خلال الأشهر القليلة الفارطة. ويبدو أن عمليات التحسيس التي أطلقتها كل من مصالح الأمن والحماية المدنية ووزارة الصحة بدعوة المواطنين خاصة الشباب منهم للابتعاد عن هذه العادات الدخيلة على المجتمع الجزائري كان لها الوقع المنتظر عند العائلات التي عزفت هذه السنة عن اقتناء المفرقعات واكتفت بالشموع. وحسب تصريح نائب مدير الإعلام والإحصائيات بالحماية المدنية، الرائد فاروق عاشور، فقد أحصت مصالح الحماية المدنية، ليلة الخميس إلى الجمعة، 63 تدخلا عبر التراب الوطني لإنقاذ الأشخاص وإطفاء الحرائق التي نشبت جراء الاستعمال المفرط للمفرقعات والألعاب النارية واستعمال الشموع من دون مراقبة عشية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، مع العلم أن تدخلات سنتي 2012 و2011 كانت تزيد عن 167 تدخلا مع تسجيل أضرار مادية معتبرة بعدد من المساكن. ومن بين أهم التدخلات التي سجلتها مصالح الحماية المدنية بولاية الجزائر العاصمة أشار الرائد عاشور إلى إصابة طفل بجروح بليغة على مستوى الوجه بعد استعماله لألعاب نارية مساء الأربعاء الفارط، ليتم إجلاء الضحية إلى مستشفى الحمامات لتلقي العلاج الضروري، في حين أصيب عون أمن بحروق على مستوى اليدين بعد تدخله لإطفاء حريق شب بحديقة ”زيدان إبراهيم” وسط مدينة بسكرة بعد أن رمى مجهولون بمفرقعات عبر الجدار الخارجي للحديقة مما تسبب في اشتعال النيران وإتلاف جزء من الغطاء النباتي بالحديقة، وقد سمح التدخل السريع لرجال الإطفاء بالتحكم في الحريق بعد ساعتين من اندلاعه مما حال دون توسع ألسنة النيران لباقي الحديقة التي تضم العديد من الأشجار النخيل وأقفاص لحيوانات، في حين تم إجلاء عون الأمن المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج. وبغرض التدخل السريع لمختلف وحدات الحماية المدنية عبر التراب الوطني سطرت المديرية العامة مخطط تدخل خاص تميز هذه السنة بالتركيز على العمل التحسيسي بغرض الحد من الاستعمال المفرط للألعاب النارية والانعكاسات السلبية لتهور الشباب خاصة، وهو ما أعطى نتيجة حسب مصادرنا من الحماية المدنية الذين استحسنوا تفطن المواطنين وتشديد الرقابة من طرف أعوان الجمارك الذين تمكنوا منذ منتصف السنة الفارطة من حجز 16 حاوية من بحجم 40 قدما محملة ب400 طن من المفرقعات من مختلف الأنواع بقيمة تفوق 80 مليار سنتيم، من جهتها حجزت وحدات الدرك الوطني أكثر من 8 ملايين مفرقعة منذ بداية سنة 2012 وإلى غاية منتصف الشهر الجاري.