رغم حملات تحسيس المواطنين والتحذيرات الكبيرة من طرف مصالح الحماية المدنية بخطر استخدام المفرقعات والألعاب النارية، كلما اقترب موعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، إلا أن القسنطينين لم يستغنوا عن هذه الظاهرة التي يعتبرونها عادة من عادات عاصمة الشرق القديمة، ومظهرا من مظاهر الفرح التي ترسخت فقط خلال السنوات الأخيرة بالمجتمع. ظاهرة الانتشار الكبير لاستخدام هذه المفرقعات والألعاب النارية التي مافتئت في الانتشار بشكل رهيب، رغم تجنيد المصالح الأمنية والدرك الوطني وحتى مصالح الجمارك لأعوانها للقضاء عليها من خلال الإجراءات الردعية المتخذة ضد المهربين وحتى التجار، إلا أن المتجول عبر أسواق قسنطينة يلاحظ انتشارها بالعديد من المحلات وحتى بالشوارع والأرصفة التي خصصت لبيع هذه المواد الخطيرة، على غرار ماتم مشاهدته بالمدينة القديمة وتحديدا بالسويقة، حيث حول العديد من تجار عاصمة الشرق نشاطهم التجاري المعتاد خاصة مع الإقبال الكبير للمواطنين على شرائها بالرغم من الرقابة التي تفرضها مديرية التجارة، إذ يلجأ بعض الأولياء إلى اقتناء هذه الألعاب النارية مشجعين أطفالهم للعب بها غير مبالين بعواقبها، على خلاف آخرين، يرون أن شراء المفرقعات والألعاب النارية فيه خطورة كبيرة على أطفالهم، علاوة على تسببها في فقدان العتمة الروحية للمناسبة. من جهة أخرى، كثّفت مصالح الأمن رقابتها على طاولات بيع هذه المفرقعات، حيث تعمل وقبيل أيام من الاحتفال بالمولد النبوي على قدم وساق لمراقبة الأسواق وحتى البائعين، وهوالأمر الذي استدعى تضافر الجهود بعد أن كثفت مصالح الجمارك هي الأخرى من نشاطها ودورياتها الرقابية والتفتيشية من أجل التصدي لمهربي الألعاب المحظورة قانونا، وهذا ما أكده المفتش الرئيس للمديرية الجهوية للجمارك بقسنطينة، والذي أكد أن المديرية وتزامنا والاحتفال بذكرى المولد النبوي، ضاعفت عدد أعوانها وحتى حواجزها وهذا عبر كامل النطاق الجغرافي قصد تضييق الخناق على المهربين، حيث تمكن الأعوان من حجز أزيد من 45 ألف و600 وحدة خاصة بالمفرقعات عبر ميناء سكيكدة، كما تمكنت مصالح الدرك الوطني من حجز كميات معتبرة من المفرقعات أثناء تفتيش مخازن محلات تجارية، وهذا بالعديد من المدن الشرقية التي تعتبر من المناطق الأكثر استقطابا للمهربين الذين يفضلون الشريط الحدودي الشرقي، بالنظر لتواجد أسواق مختلفة يسهل من خلالها تهريب وتسويق منتجاتهم المهربة، حيث تمكنت مصالح الدرك من حجز واسترجاع أزيد من 118 ألف مفرقعة كانت موجهة لمختلف الأسواق الشرقية. من جهتها مصالح الحماية المدنية، حذرت المواطنين من الاستخدام المفرط للمفرقعات والألعاب النارية خاصة وأن ذات المصالح سجلت خلال مناسبات المولد الشريف في السنوات الفارطة، العديد من الحوادث الخطيرة التي كانت سببها المفرقعات، على غرار حرائق العديد من المنازل بسبب استخدام أصحابها للشموع وتركها دون مراقبة، زيادة على استقبال المستشفيات لعدد من الأطفال إثر إصابتهم بحرائق أوعاهات مستديمة على مستوى الوجه والعيون. ونصحت مصالح الحماية المدنية الأولياء باتخاذ كافة التدابير اللازمة من خلال مراقبة أبنائهم أثناء اللعب بهذه الألعاب النارية ومتابعتهم، كما وضعت المصالح جهازا طبيا على مستوى وحداتها بكامل الولاية، يعمل على مساعدة الأولياء في تقديم الإسعافات الأولية للمصابين من أبنائهم حال حدوثها. ودعا عدد من الأئمة الأولياء للاحتفال بالمولد النبوي الشريف في إطاره، من خلال تربية النشء على خصال الرسول الكريم والتمسك بسيرته العطرة.