يستفيد الفنانون الجزائريون قريبا من جهاز تنظيمي. متمثل في صندوق اجتماعي يسمح بتلبية الانشغالات الظرفية لهذه الشريحة فيما يتعلق بالدعم المادي، تأتي المبادرة بعد عقود عانى فيها الفنان من ضياع حقوقه الاجتماعية ومن حرمانه من تغطية الضمان الاجتماعي مما ولد عنده اليأس والإحباط. تقرر مؤخرا إنشاء جهاز للتكفل بالفنانين سيري النور قريبا وجاء كثمرة عمل بين وزارة الثقافة ووزاة العمل والتشغيل ووزارة التضامن الوطني والأسرة، كما يهدف هذا الجهاز إلى توسيع الحماية الاجتماعية للفنانين وفق نظام تصريحي. الجهاز المشترك بين الوزارات المذكورة جاء أيضا لسد الفراغ في قانون 11 / 90 المتعلق بعلاقات العمل المسير للنظام العام لعلاقات إذ لم ينص على النظام الخاص بالفنانين، ليبقي هؤلاء يشغلون مناصب شغل مؤقتة مرتبطة بعقد عمل لم يصرح بها لدى الضمان الاجتماعي. الجهاز الجديد يستجيب لانشغالات الفنانين وسيسمح بالتصريح بأي عمل أو خدمة مع إلزامية التوقيع على عقد. وفي ظل غياب جهاز دائم أنشأ الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، صندوقا اجتماعيا يسمح بتلبية الانشغالات الظرفية للفنانين، علما أنه تمت تسوية وضعية عدة فنانين بفضل هذا الصندوق، فيما تأخر دفع الحقوق نتيجة كثرة دعامات البث الإذاعي والتلفزي. وتم دفع غلاف مالي قدره 398 مليون دج في السنة الماضية لفائدة 8100 مؤلف، منها 240 مليون دج ل 4280 مؤلفا جزائريا من طرف الصندوق المذكور الذي استفاد منه 1115 مؤلفا أجنبيا تم استغلال أعمالهم في القنوات الجزائرية. للتذكير، تمت تسوية وضعية قائمة منذ عدة سنوات لما يقل عن 855 فنان و60 منتجا جزائريا ينشطون في الفنون والموسيقى والأدب. وتبقى هذه المبادرة أكثر من ضرورة بالنسبة للفنانين، علما أن الكثير منهم ضاعت حقوقهم ووجدوا أنفسهم بدون تغطية في حالات العجز والتقدم في السن وفي أثناء المرض، ولعل أقرب الحالات، حالة الفنان حزيم محمد، الذي يرقد بمستشفى وهران يستجدي السلطات لضمان علاجه وهو الذي أعطى من إبداعه الكثير، مساهما في الحركة الثقافية والفنية في أوقات حالكة من تاريخ بلادنا.