إختتم مؤخرا بالمسرح الجهوي بقسنطينة، الملتقى الوطني أحمد رضا حوحو في طبعته الثانية، والذي جاء تحت شعار “وطن الشهادة...دم الإبداع” الذي احتضنته عاصمة الشرق على مدار ثلاثة أيام متتالية. عرف حفل الاختتام الذي تميز بالحضور المميز للعديد من الأسماء اللامعة في الأدب وكذا الأساتذة الجامعيين من داخل وخارج الوطن، بدعوة المشاركين إلى ضرورة تحديد موضوع الملتقى تحديدا دقيقا وكذا توسع مساحة النقاشات، مع العمل على طبع أعمال الملتقى و ترسيمه كملتقى عربي وكذا السعي إلى إنشاء لجنة علمية للملتقى، قصد استقبال المداخلات وتصنيفها. عرفت جلسة الاختتام العديد من المداخلات الرئيسية التي خصصت لحياة الأديب رضا حوحو، على غرار مداخلة “قراءة في ثلاثية الشمال للأديب محمد ديب”، الصادرة حديثا عن دار الشهاب للنشر للدكتور محمد ساري، هذه الأخيرة والتي تضم “سطوح أورسول 1985” وكذا “غفوة حواء1989،”ثلوج من رخام سنة 1990، حيث أكد من خلالها الأديب محمد ساري أن أسلوب الراحل محمد ديب في “ثلاثية الشمال” مختلف عن أسلوبه في ثلاثية الجزائر (الدار الكبيرة، الحريق والنول) كونه إبتعد عن الأدب الكلاسيكي الفرنسي، ودخل غمار تجربة جديدة مغايرة عبر التطرق إلى مواضيع متصلة بالضياع الثقافي للإنسان الجزائري المغترب خصوصا . من جهته، عرف الدكتور والمحاضر يوسف وغليسي خلال محاضرته بمزاج الأديب رضا حوحو وعلاقته بالنقاد، كما استعرض تجربة “حمار الحكيم” الذي أصبح لاحقا توقيعا يمضي به أحمد رضا مقالاته الصحفية في جريدة “البصائر” وهو ما أثار استهجان بعض القراء في ذلك الوقت، حيث استغربوا لتوقيع الكاتب والأديب و قاموا بمراسلة الجريدة منهم حمزة بوكوشة، محمد الشبوكي، عمر بوعناني، وأحمد بن عاشور. وأضاف المحاضر، أن رضا حوحو كان يتأثر و يغضب كثيرا بهذه المراسلات، إذ أنه كان لا يدّخر كلمة ليسخر بها من آرائهم، مستشهدا بمقولة رضا المشهورة “ آه من هؤلاء النقاد” حينما ضاق صدره من الرسائل التي أمطرت بريده، وهو ما جعل الكثيرون يؤكدون أن حوحو يكره النقاد والنقد. وتناول يوسف وغليسي أيضا إشكالية الممارسة النقدية لأعمال الأديب أحمد رضا حوحو وأهم خصوماته، خاصة مع شيخ المؤرخين أبو القاسم سعد الله الذي انتقده بقوة، مما أدى إلى غضب أحمد رضا حوحو. مشيرا إلى مواقفه تجاه النقد المخصص لأعماله القصصية والرواية والمسرح.