ما يزال أعداء الإسلام الحاقدون على الرسول صلى الله عليه وسلم، يحاولون التشكيك في هذا الدين العظيم وفي رسوله الكريم، وكل زنديق يحاول أن يلمع نجمه ويشتهر اسمه إلا وهاجم الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أول المهاجمين، الكذاب الهندي سلمان رشدي "في آياته الشيطانية"، ثم توالى الشياطين تحت كثير من الأقنعة في مهاجمة الإسلام والمسلمين، وبالأخص الرسول صلى الله عليه وسلم، وما كادت تنطفئ هذه النار حتى تأججت نار حقد أخرى يقودها الصهيوني الدانماركي بالرسومات التي أساء فيها إلى الرسول، ثم الهولندي الذي أساء إلى القرآن الكريم، كل هذا الاعتداء جاء متزامنا مع الحملات الشرسة على الأمة الإسلامية بعد سقوط عاصمة خلافتها بغداد، وبعد مرور 60 سنة على التهام فلسطين من قبل الصهاينة، ويبقى الرسول صلى الله عليه وسلم السند الذي نستند إليه عندما تدلهم الخطوب وتشتد الأزمات، فبالعودة إليه وإلى القرآن، تكشف الغمة ويحل الفرج، كيف لا وقد كان القائد لهذه الأمة ومخرجها من الظلمات الى النور، ورحم الله الإمام مجد الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الوتري البغدادي حين قال: " بنور رسول الله أشرقت الدنا ففي نوره كل يجيء ويذهب براه جلال الحق للخلق رحمة فكل الورى في بره يتقلب بدا مجده من قبل نشأة آدم وأسماؤه في العرش من قبل تكتب بمبعثه كل النبيين بشرت ولا مرسل إلا له كان يخطب بتوراة موسى نعته وصفاته وإنجيل عيسى في المدائح يطنب بشير نذير مشفق متعطف رؤوف رحيم محسن لا يثرب بأقدامه في حضرة القدس قد سعى رسول له فوق المناصب منصب بأعلى السما أمسى يكلم ربه وجبريل ناء والحبيب مقرب بعزته سدنا على كل أمة وملتنا فيها النبيون ترغب بمن أنت يا حادي الركاب مزمزم أرى القوم سكرى والغياهب تلهب بدور بدت، بل لاح وجه محمد وصهباء دارت، بل حديثك مطرب بأرواحنا راح الحديث وكلنا نشاوى كأن الراح في الركب تشرب بأوصافه الحسنى تطيب نفوسنا وتهتز شوقا والركائب تطرب". هذا هو الرجل العظيم والرسول الكريم الذي ما يزال يسكن القلوب ويسلب ألباب العقول، إنه الكريم الرحيم صاحب الطريق المستقيم محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.