حذرت منظمة التعاون الإسلامي من خطورة الاستيطان الإسرائيلي على مستقبل القضية الفلسطينية باعتباره مشكلة استراتيجية في صراع تحول دون تحقيق سلام عادل وشامل ودائم يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة وذات سيادة على حدود 1967. وأكدت ”ورقة حول الاستيطان” مقدمة إلى الدورة 12 لمؤتمر القمة الإسلامي المنعقدة بالعاصمة المصرية من 2 إلى 7 فيفري الجاري إلى أن الاستيطان ”مشكلة استراتيجية في الصراع يهدد مستقبل القضية الفلسطينية من جذورها”.وجاء في هذه الوثيقة أن ذلك يهدف إلى إحداث تغيير الوضع الديمغرافي على الأرض لصالح تحقيق عملية الضم الفعلي لما يزيد عن 50 بالمائة من الضفة الغربية لإسرائيل والتحكم في تنقل الفلسطينيين والإبقاء على تبعية الضفة الغربية المطلقة للاقتصاد الإسرائيلي وعزل مدينة القدسالمحتلة وضواحيها عن محيطها الفلسطيني وخلق أغلبية ديمغرافية يهودية فيها. ولفتت الوثيقة إلى أن إسرائيل قامت حتى العام 2012 بتوطين أزيد من 300 ألف إسرائيلي في 16 مستوطنة في محيط وداخل الأحياء العربية. وأضافت أنه يجري حاليا تنفيذ مخطط 2020، الذي يترجم قرارات حكومة الاحتلال وسياساتها الممنهجة تجاه عزل مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني وإنشاء أحياء يهودية جديدة وزيادة كثافة الأحياء القائمة وتوسيعها. وأكدت أن إسرائيل تخطط لإنشاء 38949 وحدة استيطانية جديدة بزيادة نسبتها 80 بالمائة عن الوضع القائم ليصل مجمل عدد المستوطنات إلى 87666 وحدة استيطانية لليهود في القدسالشرقية بحلول 2020. وتابعت الوثيقة أن إسرائيل وفي إطار سعيها للتغيير الديمغرافي باتجاه إحداث أغلبية يهودية في المدينة المقدسة، قامت منذ العام 1967 بهدم ما يقارب 3200 منزل فلسطيني في القدسالشرقية وسحبت حق الإقامة من 14084 مواطنا فلسطينيا وعزلت 80 ألف فلسطيني خارج جدار العزل العنصري الذي تقيمه حول القدسالشرقية منبهة الى أن إسرائيل تخطط لزيادة عدد المستوطنين في القدس ليصل إلى 600 ألف مستوطن بحلول 2020 مقابل خفض نسبة المواطنين الفلسطينيين في القدسالشرقية لتصل الى 30 بالمائة حتى لا يتجاوز عددهم 380 ألف مواطن. وتسيطر إسرائيل حاليا على 62.9 بالمائة من أراضي الضفة الغربية وقد خصصت منذ احتلالها عام 1967 ما نسبته 46 بالمائة منها لتوسيع المستوطنات مما زاد عدد المستوطنين الإسرائيليين من 5 آلاف في 1968 إلى 650 ألف مستوطن في العام 2012، يعيش 35 ألف منهم في 145 مستوطنة وكذلك 125 بؤرة استيطانية عشوائية مقامة جميعها على الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدسالشرقية إضافة إلى 300 ألف مستوطن يقيمون في 16 مستوطنة أخرى في محيط القدس وداخل الأحياء العربية في القدسالشرقية. واعتبرت الوثيقة أن الجدار العازل الذي تقوم سلطة الاحتلال الإسرائيلية ببنائه منذ سنة 2000 بطول 703 كلم وبارتفاع 9 أمتار من أخطر أشكال الاستيطان وأكبرها لكونه يترجم سياسة مصادرة الأرض الفلسطينية ويتوغل فيها إلى عمق 22 كلم ويعزل 125 ألف فلسطيني داخل 28 تجمعا سكانيا عن بقية التجمعات الفلسطينية. ويحول هذا الجدار دون وصول 12,4 بالمائة من الفلسطينيين إلى أراضيهم الزراعية، كما يدمر ألف بيت من بيوت الفلسطينيين ويقتلع ما يزيد عن مليون شجرة عند إكماله، كما أنه من المتوقع أن يؤدي إلى إلحاق الأراضي الفلسطينية التي تقوم عليها 109 مستوطنة بإسرائيل. وأشارت الوثيقة في الأخير إلى أن الخسائر الفلسطينية الناتجة عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي تقدر ب 6 ملايير دولار سنويا نتيجة نهب الموارد الطبيعية وإحداث التدهور البيئي وإضعاف القدرة الإنتاجية للاقتصاد الفلسطيني ومنع استغلال الأراضي وفرض تبعية الاقتصاد الفلسطيني لسلطة الاحتلال.