تميز الأسبوع الماضي باتخاذ السلطات العمومية سلسلة من الإجراءات كان من أبرزها تلك الموجهة لفائدة الشباب وكذا تحويل الطريق العابر للصحراء إلى طريق سيار ووضع 23 ألف مستورد تحت الرقابة بهدف حماية المستهلك، وشهدت الأيام السبعة الماضية نشاطا دبلوماسيا من نوع خاص تمثل في مشاركة وزير الخارجية السيد مراد مدلسي في البعثة العربية لحل الأزمة اللبنانية، وزيارة وزير خارجية فرنسا السيد برنار كوشنير للجزائر. وأبرز إجراء طالما انتظره الشباب البطال في الجزائر ذلك المرتبط بإزالة احد المعوقات التي حالت دون ظفرهم بمنصب شغل خاصة أصحاب الشهادات الجامعية، حيث قرر رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع بإلغاء التعليمة رقم 02 المؤرخة في 25 جانفي 1997 التي تنص على وجوب الإعفاء المسبق من الخدمة الوطنية لكل طالب عمل في الإدارات والمؤسسات العمومية. وألغى الرئيس في تعليمة صادرة يوم 6 ماي الجاري شرط الإعفاء من الخدمة الوطنية بغرض واضح وهو "إعطاء دفع للحركية المتصاعدة لآفاق وفرص العمل". وفي إطار تعزيز الإجراءات الرامية إلى امتصاص البطالة قررت الحكومة أيضا الرفع من منحة عقود ما قبل التشغيل للجامعيين إلى 10 ألاف دينار بدل 8 ألاف دينار المعتمدة حاليا المخصصة لحاملي الشهادات. وصدر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية مرسوم تنفيذي جديد ينص على إنشاء جهاز إدماج اجتماعي للشباب حاملي شهادات التعليم العالي والتقنيين السامين يرفع بموجبه نسبة المنحة من 8 إلى 10 آلاف دينار. ويحصل المستفيدون الذين تتراوح أعمارهم بين 23 و 35 على منحة شهرية قدرها 10 آلاف دينار بالنسبة لحاملي شهادات التعليم العالي و8000 دينار للتقنيين السامين. وخلال الأسبوع أيضا ناقش مجلس الحكومة الملف الخاص بالسياسة الوطنية للشباب. وكشف وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار أن هذا الملف يحمل نظرة مستقبلية لمعالجة جميع المشاكل المرتبطة بإدماج الشباب في عالم الشغل، مؤكدا أن العائق الأكبر يكمن في وجود اختلالات في التسيير. وعلى صعيد آخر، فإن الطريق العابر للصحراء في شطره الخاص بالجزائر والممتد على طول 3400 كلم الذي من المقرر أن تستكمل الأشغال فيه نهاية العام الجاري سيتحول إلى طريق سيار، واتخذ هذا القرار قصد إعطاء هذا المرفق أبعادا استراتيجية. علما أن الهدف منه هو تقوية التعاون جنوب جنوب والرفع من حجم المبادلات التجارية بين الدول الست التي يشملها الطريق العابر للصحراء والتي لا تتعدى 10 ملايين دولار حاليا. وفي النشاط الدبلوماسي كان للجزائر حضور قوي في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذين ناقشوا الأحد الماضي التطورات الأخيرة في لبنان، واختير وزير الخارجية السيد مراد مدلسي ضمن الفريق العربي الذي تنقل إلى بيروت والتقوا مع الأطراف المتنازعة وأقنعوهم بإنهاء كل مظاهرالعنف والعودة إلى طاولة الحوار. ومن جهة أخرى عرفت الجزائر الإثنين الماضي زيارة وزير الخارجية الفرنسي السيد برنار كوشنير توجت بإنهاء تحضير العديد من الملفات التي تدرس خلال عقد أول اجتماع من نوعه للجنة المشتركة الجزائرية الفرنسية خلال الزيارة المرتقبة للوزير الأول الفرنسي فرونسوا فيون إلى الجزائر في الأسابيع القادمة.