صرح الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أمس، بقسنطينة، أن الدولة تعتزم الاستثمار في قسنطينة لكي تتمكن هذه المدينة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين من استعادة مجدها الغابر، مضيفا أن المشاريع الإنمائية الهامة المسجلة لصالحها ”ستتعزز” ببرامج تكميلية ستنجز في إطار الحدث الثقافي ”قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لسنة 2015”. وشدد على ضرورة التعجيل من أجل ”إعادة لقسنطينة مكانتها التي تليق بها”. ولدى تطرقه للبانوراما المميزة لهذه المدينة التي بنيت على الصخر العتيق، ذكر الوزير الأول أنه بمجرد القضاء على الأحياء القصديرية التي ما تزال تشوه صورة المدينة فإن قسنطينة ستصبح وكأنها ”جنة حقيقية”. ولدى تذكيره بأن مدينة الجسور المشهورة بكونها مدينة للعلم، أكد كذلك أثناء معاينته ورشة إنجاز المدينة الجامعية أن فتح هذه الأخيرة التي ستستلم كاملة في غضون الدخول الجامعي المقبل ”سيسهم وبشكل كبير في امتصاص البطالة بالنظر إلى عدد مناصب العمل التي ستستحدث بها في مختلف التخصصات”. كما حث الوزير الأول خلال زيارته أمس لولاية قسنطينة على ضرورة بناء مدن جديدة وفق منظور جديد وتفادي الأخطاء المرتكبة في المدن التي تم تشييدها سابقا، على غرار المدينةالجديدة علي منجلي بقسنطينة. وأكد أن الدولة سترصد كل الإمكانيات المادية من أجل بناء مدن جديدة مجهزة بمرافق صحية، تعليمة، أمنية وغيرها، مطالبا وزارتي السكن والبيئة وتهيئة الإقليم بالعمل من أجل إعداد مخططات لمدن لائقة بعيدا عن المدن المراقد. وأدى الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، أمس، زيارة تفقد وعمل إلى ولاية قسنطينة دامت يوما واحدا، أشرف خلالها على إطلاق العديد من المشاريع التنموية واطلع على مدى تقدم وتيرة منجزات أخرى ذات طابع اجتماعي واقتصادي وثقافي ورياضي. ورافق السيد سلال وفد وزاري هام يضم وزراء كل من الداخلية والجماعات المحلية والأشغال العمومية وتهيئة الإقليم والبيئة والمدينة والسكن والعمران والسياحة والثقافة والنقل والشباب والرياضة. تسليم شطر الطريق السيار شرق - غرب قبل نهاية مارس 2013 واستهل الوزير الأول زيارته التفقدية إلى قسنطينة بالقرب من جبل الوحش بمعاينة ورشة مقطع الطريق السيار شرق- غرب العابر لهذه الولاية على مسافة 65 كلم، حيث شدد بالخصوص على تسليم هذا الشطر في أجل أقصاه ”نهاية مارس 2013”. وأوضح بأن مشكل تسديد الأموال الذي طرحته المؤسسة اليابانية لم يعد مبررا ولا مقبولا من الآن فصاعدا بعد أن التزمت الدولة بتسوية الفواتير العالقة في ظرف 15 يوما، مؤكدا أنه ”سيسهر شخصيا” على تسديد هذه الأموال قبل انقضاء هذه الفترة ملحا على استكمال الأشغال في ”الآجال المحددة”. وبحضور سفير اليابان بالجزائر، السيد تسوكاسا كاوادا، وتقنيي المجمع الياباني ”كوجال” المكلف بإنجاز المشروع في جزئه الشرقي، أكد سلال أنه ”لم يتبق سوى تسوية مشكل الانزلاقات الأرضية على مسافة 300 متر”، مضيفا بأنه ”لايمكن قبول أي حجة لتبرير تأخر آخر”. وبموقع عين نحاس ببلدية الخروب الذي سيحتضن 6400 سكن في إطار مشروع القطب السكني الجديد الذي يتسع لحوالي 34 ألف سكن، استمع الوزير للعرض المقدم من طرف مدير السكن الذي قدم احتياجات الولاية المتمثلة في 95 مليار دج منها 26 مليار دج استعجالية لتعويض أصحاب الأراضي التي تم استغلالها في بناء السكنات، 8 ملايير دج لتهيئة الأرضيات خاصة بالمنطقة الجنوبية والغربية للمدينة الجديدة علي منجلي وكذا المدينةالجديدة ماسينيسا، 20 ألف سكن عمومي إيجاري، 6000 إعانة سكن ريفي، وبرنامج إضافي ب3500 سكن لإعادة تهيئة السكنات العشوائية. ورحب الوزير الأول بفكرة إنشاء قطب سكني ببلدية ديدوش مراد وبالتحديد بمنطقة الرتبة التي ستحتضن حوالي 10 آلاف سكن سيتم إنجازها من طرف وكالة عدل، والتقى سلال بممثلين عن مكتتبي سكنات كناب إيمو، حيث وعدهم بتسوية ملفاتهم خلال الأسابيع المقبلة. وأعطى السيد سلال تعليمات للمسؤولين المحليين المكلفين بهذا المشروع بالسهر وبدقة خلال عملية البناء على احترام الجانب الهندسي المعماري لهذا القطب الذي ستشرف عليه وزارة تهيئة الإقليم والبيئة والمدينة. وأكد على ضرورة تبني رؤية استشرافية في إنجاز مثل هذه المشاريع الهيكلية التي يجب أن تكون -كما قال- ”منفتحة وسهلة الدخول” من خلال شبكة طرق ملائمة إلى جانب ضرورة توفرها على التجهيزات العمومية اللازمة. ويتعين أيضا كما أوضح السيد سلال ”عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبت بقطب علي منجلي والتي تعمل السلطات العمومية على تصحيحها”. من جهة أخرى، وخلال زيارته إلى مشروع المدينة الجامعية بالمدينةالجديدة علي منجلي طالب السيد سلال بإنشاء مركز كبير للصحة بالمدينة لفائدة الطلبة وحتى المواطنين، كما دعا المؤسسة المسؤولة عن إنجاز هذا القطب العلمي إلى ضرورة تدعيم هذا الأخير بمنشآت وفق المقاييس الحديثة على غرار إنشاء مقهى كبير خارج المعاهد مع ضرورة توفير الأمن. المشروع الذي يعتبر الأول من نوعه على المستوى الإفريقي والذي يتربع على 170 هكتارا بلغت تكلفته أزيد من 40 مليار دج، وسيتسع لقرابة 38 ألف سرير كما أنه يضم 10 كليات بسعة 44 ألف مقعد بيداغوجي. منطقة صناعية ثانية وتوفير الماء للمواطنين وأمر الوزير الأول السلطات المحلية بالولاية وعلى رأسها والي الولاية بضرورة مباشرة إنشاء مشروع منطقة صناعية ثانية بالولاية، حيث أعطى الوزير تعليمته لاختيار الأرضية المناسبة لاحتضان هذا المشروع والتي ستكون بين منطقتي عين الباي وعين السمارة. وخلال عرض المسؤولين لمخطط تدعيم وتأمين شبكة المياه الصالحة للشرب، طالب الوزر الأول بتحسين الخدمات وتوفير الماء للمواطنين 24/24 ساعة في آفاق 2015. وأكد مدير الري علي حمام وخلال عرضه للبرنامج الاستعجالي الخاص بمياه الشرب أن قطاعه استفاد من 2.85 مليار دج فيما استفادت المدينةالجديدة علي منجلي من 1.4 مليار دج، حيث أضاف المتحدث انه تم ربط 80 بالمائة من السكان بالمياه الصالحة للشرب. أما عن ربط مناطق جنوب الولاية بشبكة المياه الصالحة للشرب فأكد مدير القطاع أن المنطقة الشمالية ستعرف مشروع إنجاز خزان بسعة 50 ألف متر مكعب إضافة إلى خزانين آخرين بسعة 20 ألف متر مكعب لكل خزان في انتظار إنجاز جديد بين بلدية بني حميدان وولاية ميلة بسعة 20 مليون متر مكعب لسد احتياجات حوالي 300 ألف ساكن بالولايتين. وزار السيد عبد المالك سلال محطة الترامواي بحي زواغي سليمان، حيث امتطى إحدى عربات النقل باتجاه محطة الجامعة المركزية، حيث وضع بجوارها حجر أساس بناء فندق من 5 نجوم تابع لسلسلة فنادق ماريوت، وأبدى بعض ”التحفظات” فيما يتعلق بالتصميم العمراني لواجهة المؤسسة، داعيا مصممي المشروع إلى ”إعادة التصميم”. ومن المفروض أن يكون الفندق جاهزا في حدود 2015 موزاة مع احتضان قسنطينة لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية، وأشرف الوزير الأول بالمناسبة على حفل توزيع 12 محلا لاستعمال مهني وتجاري من مجموع 104 محلات منجزة موجهة لفائدة حاملي المشاريع من المستفيدين من مختلف أجهزة دعم التشغيل. كما أشرف بشعبة الرصاص على انطلاق أشغال إنجاز القطب الرياضي لقسنطينة. ويأتي إنجاز هذه المنشأة بقدرة استقبال 500 رياضي وتتربع على 30 هكتارا من أجل ضمان التكفل بتربصات وتجمعات أندية الولاية وكذا لتكوين مواهب شابة في مختلف التخصصات الرياضية.