تميزت زيارة عبد المالك سلال الوزير الأول لقسنطينة بحل إشكال كبير في قطاع الأشغال العمومية وإرجاء ملف المدينة الباحثة عن هوية إدارية (علي منجلي) ليفصل فيه رئيس الجمهورية رغم إطلاق برنامجها الاستعجالي لتأهيلها هيكليا وإداريا، أمس، من طرف عبد المالك سلال. كان ينبغي أن يبرمج الوزير الأول عبد المالك سلال زيارة رسمية لمدينة الجسور المعلقة حتى يتنفس سكانها وزائروها الصعداء ليروا مشروع الطريق السيار في شطره الغربي بجبل الوحش، ينطلق، بعد تعطيل اليابانيين له لعدم تلقيهم مستحقاتهم الخاصة ببعض المشاريع المماثلة عبر الوطن، إذ كانت أول محطة في زيارة عبد المالك سلال هي استكمال هذا الشطر بعد خلاف مالي بين المجمع الياباني “كوجال" ووصاية قطاع الأشغال العمومية. وشدّد سلال على أصحاب المشروع أمام مرأى ومسمع من السفير الياباني أنه لا يريد مستقبلا أن يسمع عن ملفات كهذه “التي تعطل مصلحة الجزائريين ومشاريع الدولة" وكانت الرسالة واضحة للطرفين، سواء بالنسبة للمجمع الياباني الذي تعتبر قضيته المالية مسوية منذ أمس وكذلك بالنسبة لوزير القطاع عمار غول الذي كان حاضرا، وكان يحمّله اليابانيون مسألة التعطيل لعدم قبضهم مستحقاتهم، مما اضطرهم إلى إبطاء الأشغال. وإذا كان إشكال “كوجال قد سوي بقسنطينة، إلا أن ملف المدينةالجديدة علي منجلي فلا. هذه المدينة التي ستقارب في قوامها السكني بحلول 2015، قرابة النصف مليون، لا تزال تبحث عن هوية إدارية، كونها تقع جغرافيا على بعد 24 كيلومترا شرق مدينة قسنطينة، ولكنها تابعة إداريا لدائرة الخروب التي لم تعد تتحمل الخدمات الإدارية لمدينة جديدة تفوق نسمتها حاليا 120 ألف نسمة، بالإضافة إلى سكانها الأصليين الذين يجعلون منها أكبر الدوائر العمرانية بالولاية. وقال بشأنها وزير الداخلية دحو ولد قابلية بأن قضيتها ستُرفع عما قريب لرئيس الجمهورية لمنحها هوية إدارية، ولا أحد غيره يمكن أن يحل محله في قرار من هذا النوع، إذ يرجح أن تكون علي منجلي البلدية رقم 1542 بالجزائر، خاصة وأن الوزير الأول قد أطلق مشروعها الاستعجالي لتأهيلها إداريا، وهو في شكل شطر أول، رُصد له غلاف 14 مليار دينار يتضمن إنجاز سلسلة من المرافق العمومية في مجالات الري والأمن والتربية والرياضة على أن يُرصد لها شطر ثان ب 26 مليار دينار. وستحظى علي منجلي قريبا ببناء خزان للمياه بسعة 50 ألف متر مكعب يتوفر على محطة ضخ لتموين وحدتين جواريتين بالماء الصالح للشرب وفي المجال الأمني 7 مقرات للأمن الحضري ومقر لأمن الدائرة، بالإضافة إلى مؤسسات تربوية وعيادة طبية ومنشآت رياضية ومكتبة حضرية بالإضافة إلى هياكل أخرى كروضات أطفال ووكالات بريدية وأسواق جوارية. وكان لقطاع السكن حظه أيضا بإطلاق مشاريع جديدة، مثله مثل قطاع الثقافة الذي توقف عنده سلال هذه المرة مطولا بإلقائه كلمة أمام أعلام الولاية من فنانين سينمائيين ومغنين، معتبرا أن قسنطينة ستحظى باهتمام كبير، وستعود نوبة من نوبات الفن المعروفة بها، معتبرا أن الكرة في مرمى رجال الثقافة لجعلها مدينة تستحق لقب عاصمة الثقافة العربية بحلول 2015.