عاد، أول أمس الخميس، تلاميذ ثانوية الرياضيات بالقبة إلى أقسام الدراسة بعد استجابة وزارة التربية لجميع الانشغالات والمطالب المعقولة المطروحة من قبلهم طيلة أكثر من أسبوعين من الإضراب عن الدراسة. وأكد مدير التربية للجزائر-غرب، السيد سليمان مصباح، في اتصال مع "المساء" أن الوصاية التزمت بحل المشاكل المطروحة على مستوى الثانوية بعد أن التقى بالتلاميذ وبأوليائهم بمقر الثانوية وبحضور الطاقم الإداري. وأكد أن الوزارة تطمئن التلاميذ بأنه سيتم حل المشاكل المطروحة، وبأنهم سيتمدرسون في ظروف جيدة. يأتي هذا الانفراج، بعد أن قرر وزير التربية الوطنية، السيد عبد اللطيف بابا أحمد، يوم 16 فيفري الفارط إيفاد لجنة تحقيق وزارية إلى الثانوية الجديدة التي افتتحت في سبتمبر الماضي، للوقوف على المشاكل التي يعيشها 129 تلميذ امتياز، التي أعدت تقريرا يتضمن جملة من النقائص والانشغالات التي طرحها التلاميذ، علما أن لجنة التحقيق أوفدت إلى الثانوية عقب تقرير أرسله أولياء التلاميذ للوزير حول الوضعية المزرية التي يعيشها أبناؤهم سواء من الناحية البيداغوجية أو الاجتماعية. وهي المساعي التي انتهت يوم الخميس باجتماع مدير التربية للجزائر-وسط بمقر الثانوية بالتلاميذ وأوليائهم ثم بالطاقم الإداري. وعن الطلبة ال47 الذين قيل أنهم انسحبوا من الثانوية، أكد السيد مصباح أن الأمر يتعلق بطلبة لم يلتحقوا أصلا بالمؤسسة، حيث كانوا مسجلين على الورق فقط ولكنهم تراجعوا عن الالتحاق قبل بداية الموسم الدراسي، علما أن عدد الطلبة المزاولين لدراستهم حاليا لا يتعدى ال102 من أصل 150 تم الإعلان عن استقبالهم من طرف المؤسسة. من جهتهم، أبدى بعض الأولياء الذين التقت بهم "المساء" بساحة الثانوية، حيث قدموا لإخراج أبنائهم في عطلة نهاية الأسبوع عن ارتياحهم لتطمينات مدير التربية الذي أكد لهم –حسبهم – أنه قدم لمحاورتهم باسم وزير التربية السيد عبد اللطيف بابا احمد. مشيرين إلى أنهم زاروا مختلف مرافق المؤسسة ولاحظوا التجهيزات التي استقدمت هذا الأسبوع بأمر من وزير القطاع الذي أعطى تعليمات للإسراع في تجهيز المخابر وقاعات الرياضة والمطعم وتوفير وتغطية ما رصد من نقائص وعجز استجابة لانشغالات التلاميذ.
التلاميذ: "مطالبنا هي توفير الإمكانيات والتمدرس في ظروف ملائمة" وبعين المكان، لاحظت "المساء" استئناف الدراسة، بعد أيام عاشتها هذه المؤسسة النموذجية التي تضم نوابغ الرياضيات، في جو من التوتر والاحتجاج بسبب النقائص الفادحة التي تفاجأ بها التلاميذ بعد التحاقهم بهذه الثانوية التي قيل عنها الكثير قبل تدشينها وبعد التدشين، والتي من المفروض أنها مجهزة بأحدث الوسائل والتجهيزات البيداغوجية والترفيهية والرياضية. إلا أنه -حسب التلاميذ المتمدرسين بها- اتضح أنها تفتقد لأبسط الظروف والوسائل الضرورية من الناحية البيداغوجية، حيث لم يقم مثلا التلاميذ بأي عمل تطبيقي في مادتي العلوم والفيزياء منذ بداية الموسم الدراسي، بل اكتفوا بالنظري وذلك بسبب عدم تجهيز المخابر التي بقيت مغلقة طيلة فترة الفصل الأول بالإضافة إلى عدم وجود مكتبة وغياب أساتذة مادة الإعلام والرسم. كما تفاجأ أيضا هؤلاء النجباء الذين قدموا من جميع ولايات الوطن بالاكتظاظ في المراقد، حيث تقول إحدى الطالبات القادمة من ولاية سوق أهراس أن العدد يتجاوز ال35 طالبا في المرقد، الأمر الذي يحرمهم من النوم السليم زيادة على غياب قاعة للمذاكرة واضطرارهم إلى تحضير الدروس والمذاكرة في المطعم. كما تحدثت الطالبة عن نوعية الوجبات التي تقدم لهم والتي لا تتغير إلا نادرا لتكون العجائن سيدة الموقف طيلة فترة التحاقهم بالثانوية مما خلق لبعضهم مشاكل صحية. وبرر العديد من الطلبة ضرورة الإسراع في تحسين الوجبات المقدمة بالجهد الكبير الذي يبذلونه وهم في مرحلة النمو، حيث يزاولون دراستهم يوميا من الثامنة صباحا إلى الخامسة والنصف مساء، لتليها فترة المذاكرة الإجبارية من السادسة مساء إلى غاية العاشرة ليلا، وهي الوتيرة التي لم يتحملها بعض التلاميذ، حيث بلغ عدد الذين انسحبوا من الثانوية 20 تلميذا.
"مدير بالوزارة هو الذي أهاننا وليست مديرة ثانويتنا" وعن مسألة المعاملة بالثانوية، أكدت بعض الطالبات أنها كانت مهينة في الكثير من الحالات، وهذا ما ذهبت إليه الطالبة (م.ن) التي أكدت أن المسألة تجاوزت أسوار المؤسسة، حيث قال مدير مركزي بالوزارة الوصية مرارا للطلبة بصريح العبارة "إذا ما عجبكومش الحال ولو منين جيتو"، وهو ما اعتبره الطلبة إهانة لهم ومساسا بكرامتهم. في حين كذبت والدة طالبة متمدرسة بالثانوية أن تكون المديرة قد شتمت الطلبة بل عكس ذلك أكدت أنها كانت شاهدة عندما قامت المديرة بوضع الحناء على أيدي الفتيات والاحتفال معهن في ليلة المولد النبوي الشريف. وتذهب طالبة أخرى في نفس الاتجاه بقولها أنها لم تر يوما المديرة تشتم وإنما ما رددته مرارا هو قولها لبعض الطلبة المحتجين "احمدوا ربي" وهي العبارة التي اعتبرها ربما البعض إساءة لهم.