أكد الوزير البريطاني المكلف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمكلف بمحاربة الإرهاب، السيد أليستار بورت، أن العلاقات الثنائية القائمة بين الجزائر وبريطانيا "جيدة وإيجابية في مختلف المجالات"، ولم يتردد في القول بأنها بلغت "مستوى ممتازا"، كما أشار إلى"استعداد بلاده للمساهمة في ترقية أداء تعليم اللغة الإنجليزية بالجزائر". وشرع السيد بورت، أول أمس الأحد، في زيارة للجزائر انتهت أمس، في إطار تعزيز التعاون بين الجزائر والمملكة المتحدة، وهي الزيارة الرابعة من نوعها، وتأتي بعد شهر على تلك التي قام بها الوزير الأول البريطاني لأول مرة منذ الاستقلال للجزائر، في شهر جانفي الفارط. واستقبل الوزير البريطاني مساء أول أمس، من طرف السيد عبد المالك سلال، وقال بيان لمصالح الوزارة الأولى إن اللقاء "كان فرصة لاستعراض العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، سواء المرتبطة بالعلاقات الثنائية أو المستجدات الدولية". وعلاوة على التعاون الاقتصادي والجانب المتعلق بمستوى ونوعية المبادلات التجارية، سمحت المباحثات بتبادل وجهات النظر بشأن تطور الوضع السياسي والأمني في المنطقة لاسيما في الساحل. وأشار البيان، إلى أنه "تمت دراسة مشروع إقامة شراكة استراتيجية جديدة للأمن بين المملكة المتحدةوالجزائر، تحسبا لانعقاد اجتماع اللجنة الثنائية التي أنشئت لهذا الغرض". واعتبر المسؤول البريطاني، أن اللقاء الذي جمعه بالوزير الأول كان"فرصة لاستعراض العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما تلك المرتبطة بالعلاقات الثنائية". كما سمحت "بتبادل وجهات النظر حول تطور الوضع السياسي والأمني في المنطقة". من جهة أخرى، أكد عقب محادثات أجراها مع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل، أن البلدين يعملان على تعزيز علاقاتهما وبحث الفرص المتاحة في مختلف المجالات من أجل تطوير التعاون أكثر فأكثر، مشيرا أنه تم تناول عدة مواضيع، أهمها التعاون في مجال الأمن والشراكة الإستراتيجية بين البلدين والوضع في منطقة الساحل، إضافة إلى التعاون التجاري وسبل تعزيزه وكذا تعليم اللغة الإنجليزية في الجزائر بعد قرار إعادة فتح مركز تعليم اللغة الإنجليزية على مستوى المركز الثقافي البريطاني. وأعرب السيد بورت كذلك، عن "تضامن بلده مع الجزائر إثر الاعتداء الإرهابي الأخير الذي وقع على منشأة الغاز بتيڤنتورين بإن أمناس". من جانبه، أعرب السيد عبد القادر مساهل عن ارتياح الجزائر وبريطانيا للمستوى الذي بلغته علاقاتهما والخطوات "الجد إيجابية" المبذولة في سبيل تعزيز التعاون الثنائي في المجالين الاقتصادي والسياسي، وقال السيد مساهل عقب المحادثات التي جمعته بالوزير البريطاني، إنه تمّ التطرق إلى العلاقات الثنائية وتقييمها بصفة "شاملة وكاملة"، معربا عن ارتياحه لما تم التوصل إليه بالنسبة لتعزيز التعاون الثنائي على المستويين الاقتصادي والتجاري وفي مجال التشاور السياسي بين البلدين. وأضاف، أن اللقاء انصبّ حول العلاقات بين البلدين في الميدان الأمني، مذكرا بالاتفاق الذي تم بينهما خلال زيارة الوزير الأول البريطاني إلى الجزائر مؤخرا، والقاضي بإنشاء لجنة تتطرق إلى قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب. كما تم تناول الوضع في مالي ومنطقة الساحل، حيث أشارالسيد مساهل، إلى أنّ الطرفين "تحدثا مطولا بشأن الخطوات المقبلة في إطار حل مشاكل هذا البلد الشقيق والجار". وتطرق الطرفان إلى الخطوات الرامية إلى إيجاد حل للأوضاع السياسية في مالي، إضافة إلى موضوع الانتخابات المقررة في غضون الأشهر المقبلة، ناهيك عن الحوار الوطني الذي خرجت به ورقة الطريق المالية والذي"يهم كل المعنيين من سكان الشمال الذين يرفضون تقسيم هذا البلد ويقطعون العلاقات مع الإرهاب والجريمة المنظمة". وذكر السيد مساهل، بأن هذه المقاربة تعبر عن "الموقف الذي عبرت عنه الجزائر منذ أشهر وهو ذاته موقف الشريك البريطاني". وبخصوص مكافحة الإرهاب، جدد الوزير موقف الجزائر الذي يؤكد أن "ما يهدد الأمن في هذه المنطقة، هو ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة التي تقع مكافحتها على عاتق كل الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، وليس على بلد أو بلدين". وتابع قائلا: "من هذا الباب تحدثنا بشأن الخطوات القادمة، من بينها تحويل قوات غرب إفريقيا إلى قوات حفظ سلام للأمم المتحدة"، مذكرا بتطابق موقف البلدين في هذا المجال. وقام الوزير البريطاني أمس، بزيارة لمدرسة مختصة في تعليم اللغة الإنجليزية بالجزائر تسمى "مجموعة لينغافون"، وقال عقبها "إن الجزائر في حاجة ماسة لأخصائيين من المستوى الرفيع لتدعيم وترقية تعليم اللغة الإنجليزية". كما أبدى استعداد بلاده للمساهمة في تحسين مستوى استعمال هذه اللغة، بترقية وتطوير أداء المركز الثقافي وتعليم اللغة الإنجليزية التابع للسفارة البريطانية بالجزائر (بريتيش كونسل). للإشارة، فإن مدرسة "مجموع لينغافون" أنشئت سنة 2003 بالجزائر العاصمة، للمساهمة في تحسين مستوى التكوين في اللغة الإنجليزية لفائدة المهنيين لاسيما من رجال الأعمال، ولها ملحقات في عدة ولايات من الوطن.