توالت منذ يوم أمس رسائل التعازي والتعاطف من مختلف العواصم الدولية، إثر وفاة الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، تضمنت إشادات مختلفة بسيرته، إلى درجة أن الغرب الذي طالما انتقد الرئيس الراحل، وكانت علاقاته بهذا الأخير تتسم بالتوتر، واعتبر أن غيابه سيترك أثرا عميقا في بلاده. وبينما عبرت العديد من دول العالم عن مشاعر "الحزن" وفي مقدمتها دول أميركا اللاتينية وإيران وروسيا والصين، أثنت كل من فرنسا وبريطانيا والأمين العام الأممي بان كي مون على تاريخ شافيز الحافل وقالت إنه ترك أثرا عميقا في فنزويلا. ولأن كوبا تعد من أقوى حلفاء الرئيس الراحل وهي التي اختار مستشفياتها للعلاج، فقد قطع التلفزيون الكوبي الرسمي برامجه العادية وبث صورا لشافيز وردود الأفعال على وفاته، معلنا الحداد لثلاثة أيام، في وقت أعربت فيه الحكومة عن "تعازيها الصادقة" لفنزويلا. وغير بعيد عن كوبا، وصفت رئيسة البرازيل ديلما روسيف وفاة شافيز بأنها خسارة لا تعوض، وقالت بأنه صديق للشعب البرازيلي وأنه أميركي لاتيني عظيم. في وقت عبر فيه الرئيس البوليفي إيفو موراليس عن عميق تأثره لوفاة صديقه، وقال إنه سيتوجه قريبا إلى فنزويلا. من جانبه، أبدى رئيس كولومبيا خوان مانويل سانتوس أسفه العميق لفقدان هذا الرجل، مذكرا بالوساطة التي قام بها شافيز بين الحكومة الكولومبية وجبهة "فارك" اليسارية الكولومبية المتمردة. ونفس مشاعر الحزن عبر عنها رئيس الإكوادور رافائيل كوريا وهو يساري حليف لشافيز، حيث أبدت الحكومة حزنها لوفاته ووصفته بالقائد التاريخي. وقالت نيكاراغوا التي أشرف رئيسها دانيال أورتيغا على حفل لتأبين شافيز، إن أمثال الرئيس الفنزويلي الراحل لا يموتون، في حين أشاد رئيس تشيلي سيباستيان بينيرا بجهود شافيز لتوحيد أميركا اللاتينية. ووصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي أعلنت بلاده الحداد على شافيز، بأنه "الابن البار لفنزويلا والقائد الفذ والثوري الشجاع وصديق كل أحرار العالم". وقال إن شافيز كان "علما بارزا في ساحة النضال ومكافحة الاستكبار"، وأنه "سيبقى رمزا وموروثا لكل الشجعان والثوريين والأحرار في العالم". أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوصفه ب«القائد البارز" و«الصديق الحميم"، وقال في خطاب تعزية لنائب الرئيس الفنزويلي "كان إنسانا غير عاد وقويا ينظر إلى المستقبل ويفرض على نفسه دائما أعلى المعايير". وهي نفس الأوصاف التي عبرت عنها الصين التي قالت إن شافيز قام بمساهمات كبيرة لتطوير علاقات المودة والتعاون بين البلدين، وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينغ استعداد بلادها للعمل مع فنزويلا، بهدف تعميق الشراكة الإستراتيجية الثنائية المرتكزة على التنمية المشتركة بما يعود بالمنفعة على الشعبين. وسارعت الولاياتالمتحدة إلى التعبير عن دعمها للشعب الفنزويلي، حيث أبدى الرئيس الأميركي باراك أوباما استعداد واشنطن إقامة علاقات مستقبلية بناءة مع فنزويلا. وكانت السلطات الفنزويلية قد طردت الملحق العسكري في السفارة الأميركية بكراكاس قبل ساعات قليلة فقط من إعلان وفاة شافيز، بحجة تدخله في الشؤون الداخلية وتحريضه الجيش على الإطاحة بالنظام. حتى أن نائب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أثار شكوكا بأن الولاياتالمتحدة وراء مرض شافيز وهو ما نفته واشنطن. ونعت وزير الخارجية السويدي كارل بيلت الرئيس الراحل شافيز بأنه "قائد كاريزمي وصاحب شخصية جذابة وقوية". لكن بيلت كتب عبر موقع التواصل الاجتماع "لكن سياساته أدت إلى تهميش بلاده وألحقت بها عواقب اقتصادية وخيمة". على الصعيد العربي نعى زعيم التيار الشعبي المصري حمدين صباحي وفاة شافيز ووصف رحيله بالخسارة الحقيقية. وقال صباحي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي إن "رحيل شافيز خسارة حقيقية لمناضل ثوري آمن بشعبه وإنحاز للعدالة الاجتماعية، واختار المقاومة طريقاً له ودافع عن عروبة فلسطين وحقها في التحرر". من جانبها، أعلنت جبهة البوليزاريو الحداد ليوم واحد إثر وفاة شافيز، حيث اعتبرت رئاسة الجمهورية الصحراوية الرئيس الفنزويلي الراحل من القادة الذين "رافعوا عن قضايا التحرر في العالم ودافعوا عن حقوق الشعوب في الحرية والاستقلال خاصة القضية الصحراوية".