اختارت جمعية مرضى السيلياك هذه السنة، أن تحي اليوم العالمي لحماية المستهلك المصادف ل15 مارس من كل سنة، بالحديث عن الصعوبات والمشاكل التي يعانيها مريض السيلياك لتأمين الغذاء اللازم في ظل الغلاء والغش الذي يطبع بعض المواد الاستهلاكية المسوقة بدون غلوتين، حيث قالت رئيسة جمعية مرضى السيلياك الآنسة صفية جباري في حديثها ل« المساء» إن مرضى السيلياك من المستهلكين الذين ينبغي تسليط الضوء على مشاكلهم، وعلى رأسها غلاء الغذاء الذي يعد أساس حياتهم، كون مريض السيلياك لا يخضع لدواء معين، وإنما يتطلب اتباع حمية غذائية خالية من الغلوتين. وعرفت دار الشباب دبيح الشريف بالمدنية توافد أعداد كبيرة من مرضى السيلياك، وبعض الأطفال المصابين بالمرض رفقة ذويهم لعرض مختلف المشاكل والانشغالات التي تصادفهم، وللاستفادة من بعض النصائح الغذائية التي يقدمها أخصائي التغذية كريم مسوس الذي أشرف رفقة فيصل أوحدة رئيس جمعية مرضى السكري على تنشيط اللقاء التحسيسي حول أهمية الغذاء الصحي لمريض السيلياك، وكذا مريض السكري على اعتبار أن الشخص قد يصاب بالمرضين معا، وبالتالي يقع على عاتقه اتباع نظام غذائي مزدوج. في بداية اللقاء تحدثت صفية جباري عن أهمية الحديث عن مرض السيلياك على اعتبار أنه لا يزال غير معروف لدى فئة كبيرة من الناس، حيث قالت :« لعل أهم انشغال يعانيه مريض السيلياك إلى جانب غلاء المواد الغذائية الموجهة له، عدم إرفاق بعض السلع بالكتابة الدالة بأن الغذاء خال من الغلوتين، مشكل آخر يكمن في أن بعض الأغذية تحمل عبارة «خالية من الغلوتين» إلا أنها في حقيقة الأمر تحوي على مادة الغلوتين، مما يعرض المريض لبعض المشاكل الصحية. وأضافت المتحدثة «من أهم الانشغالات التي يحملها مريض السيلياك عدم الحصول على تعويض بنسبة 100 بالمائة للأدوية، لأن المرض لم يدرج في خانة الأمراض المزمنة بعد، ومع هذا وبعد اللقاء الذي جمعنا بمستشار وزير العمل قدم لنا بصيص أمل حول إعداد مرسوم رئاسي يحوي 128 مرضا مزمنا مؤمنا بنسبة مائة بالمائة، ومنها مرض السيلياك ليتسنى للمرضى الذين يؤثر مرض السيلياك على عظامهم الحصول على دواء الكالسيوم مجانا». من جملة الانشغالات التي دعت المتحدثة إلى وجوب تداركها، إعداد بطاقة خاصة بمريض السيلياك، لأن هذا المرض غير ظاهر وبالتالي يصعب تحديد حالة المريض عند حدوث مضاعفات، وتجنبا للضرر الذي قد يصيبه دعت الجهات المعنية إلى وجوب استحداث بطاقة مثل البطاقة التي يتمتع بها مريض السكري». من جهته، تحدث فيصل أوحدة رئيس جمعية مرضى السكري عن مريض السكري في مقارنة مع مريض السيلياك، حيث قال «كل من مريض السكري، ومريض السيلياك يحتاجان إلى نظام غذائي معين لتجنب التعقيدات الصحية، غير أن الفرق بينهما يكمن في كون مريض السكري يمكنه تناول بعض الأغذية حتى وإن كانت تحوي على نسبة من السكر، يكفي فقط أن يعتدل في غذائه، غير أن مريض السيلياك إن أخطأ وتناول غذاء يحوي على الغلوتين قد يؤدي ذلك بحياته، من أجل هذا كان لابد من التأكيد على وجوب تأمين الأغذية الخاصة بهذه الفئة التي تعتمد عليه لتعيش حياة عادية». وأضاف «على مستوى الجمعية نلتقي ببعض المرضى الذين يعانون من مرض السيلياك ومرض السكري، ولتسهيل حياتهم وتحويلهم إلى أشخاص مؤهلين للتكفل بأنفسهم، نبرمج لهم لقاءات جماعية تمكنهم من التعرف عن كثب على مرضهم، وتساعدهم على تقبل المرض خاصة أن بعض المرضى يرفضون تقبل حالتهم الصحية، وبالتالي لا يتبعون العلاج، أو الحمية سواء تعلق الأمر بالسيلياك، أو بالسكري.». أرجع كريم مسوس أخصائي التغذية الارتباك الكبير الذي يعاني منه مرضى السيلياك، إلى غياب جهة رسمية تدافع عنهم، وتكشف عن مشاكلهم من أجل هذا ظل هذا المرض غير معروف، وإن كان المشكل لا يطرح بالنسبة للمرضى البالغين إلا أنّ الصعوبة تكمن في الأطفال المصابين بالسيلياك الذين يلقون بكامل العبء على الأولياء، الذين يجهلون ماهية الغذاء الصحي المبني على الخضر والفواكه. تحدث كريم مسوس عن بعض الأغذية التي ينبغي لمريض السيلياك الاعتماد عليها في وجباته حيث قال :«ينبغي لمريض السيلياك أن يؤمن بقاعدة مفادها إنه محروم نهائيا من الأغذية التي تحوي على الغلوتين، ولكن في المقابل لابد أن يتيقن بأنّ الطبيعة تؤمن له أغذية أخرى تمكنه من العيش بطريقة عادية، يكفي فقط أن يتقيد بحميته إذ يمكنه صنع غذائه بنفسه على غرار الخبز، أو الحلويات المصنوعة من مادة الذرى»، وأردف «حقيقة هنالك بعض الأغذية التي يدون عليها أنها خالية من الغلوتين، ولكنها للأسف تحوي عليه، من أجل هذا أنصح مرضى السيلياك بصنع أغذيتهم بأنفسهم لتجنب الوقوع في فخ الغش، الإصابة أيضا ببعض التعقيدات الصحية». أكدت دراسة أمريكية أن الأمراض التي تصيب اليوم الأطفال مرجعها الأولياء الذين يقدمون لأبنائهم نماذج غذائية خاطئة يقول كريم مسوس، من أجل هذا دعا كل الأولياء المشاركين باليوم التحسيسي إلى تلقين أبنائهم الطريقة الغذائية الصحية التي تؤمن لهم الحصول على وجبات كاملة، وتجنبهم الإصابة ببعض أمراض العصر، وأضاف « الحديث عن الغذاء الصحي لا يخص المريض فقط، بل يبدأ بالشخص غير المريض ليؤمن له الحماية الازمة على المدى البعيد».