دلم يكن المنتخب الوطني في المستوى أمام نظيره البنيني، غير ان النتيجة العريضة ( 3-1 ) التي فاز بها، غطت نوعا ما ضعف مردوده في تلك المواجهة، التي احتضنها أول أمس ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة الذي اكتظت مدرجاته بأنصار ”الخضر”. لم تكن تشكيلة المدرب وحيد حليلوزيتش مواضبة على الأداء الجيد، حيث تراوح مردوها الجماعي بين المتوسط والضعيف باستثناء العشر دقائق الأولى، التي ضغطت فيها بقوة على المنافس البنيني وأثمرت فتح باب التسجيل عن طريق فيغولي، الذي استغل عملا قام به ابراهيمي وغلام الذي منح تمريرة دقيقة للاعب بلنسية، الذي كان في وضعية سانحة لدفع الكرة داخل شباك الحارس البنيني فابيان فارنول، غير أن ”الخضر” لم يستغلوا جيدا التقدم في النتيجة بعد ان اعترضتهم بعض الصعوبات في التحول بسرعة نحو الهجوم، وكان هذا النقص راجعا بالدرجة الاولى الى سوء التنسيق في اللعب، لا سيما من طرف ياسين ابراهيمي الذي لم يتأقلم بسرعة في الخطة التكتيكية التي اعتمدها المدرب وحيد حليلوزيتش، الذي أظهر من خط التماس قلقا شديدا بسبب البطء في تمرير الكرات، مما سمح للفريق البنيني بالتجمع بسرعة داخل منطقته وإبعاد الخطر، بل قام ببعض المحاولات الخطيرة أربكت الدفاع الجزائري الذي لم يكن متماسكا في كثير من المرات وترك ثغرات كبيرة في جهته اليمنى، استغلها اللاعب الخطير أديوتي الذي استفاد في الدقيقة 26 من مخالفة خادع بها الحارس امبولحي، الذي لم يحسن التموقع حيث تحمل الجزء الاكبر، بدليل انه كان عرضة لتصفيرات الجمهور أثناء مسكه للكرة، كما لم نسجل رد فعل ايجابي من الفريق الوطني الذي لعبت عناصره بارتباك كبير لم يسمح لها بالتركيز داخل منطقة العمليات، حيث ضيع جبور ( د 31 و45 ) وفيغولي ( د 40 ) فرصا سهلة للتهديف. وفضل حليلوزيتش الاحتفاظ بنفس التشكيلة التي بدأ بها المباراة، لكن الجمهور تفاجأ أكثر بسبب الجمود الذي ظهر على زملاء فيغولي، وقد استغل الزوار هذا الوضع لشن هجومات خطيرة كادوا ان يضيفوا من خلالها هدفا ثانيا عن طريق جيستيدي مايغا الذي لم يحسن استغلال ارتمائه على الكرة أمام الحارس وقد خشي الجمهور من حدوث كارثة لفريقه مما جعله يقوم بتشجيعات قوية أخرجت الفريق الوطني من قوقعته، وأعادت الثقة للاعبيه الذين اجتهدوا فيما بعد لشن هجومات خطيرة كانت إحداها إيجابية تمكن فيها وسط الميدان سفير تايدر من تسجيل الهدف الثاني بعد لقطة ثنائية بين جبور وسوداني، حيث اصطدمت كرة هذا الأخير بالحارس البنيني قبل ان يلتقطها تايدر ويحرر زملاءه ( د 59)... وحتى المدرب البوسني أدرك بسرعة أنه لا بد من إعطاء نفس جديد إلى تشكيلته من خلال قيامه ببعض التغييرات سمحت بإعادة التوازن إلى صفوفها، حيث انتعش اللعب لدى ”الخضر” بدخول جابو وكودري وسليماني، الذي أضاف هدفا ثالثا قضى به على أحلام الفريق البنيني في العودة في النتيجة.