استنجدت العائلات القاطنة بالعمارة رقم 8 مرزاق الذيب ببلدية محمد بلوزداد، بالسلطات المحلية، مطالبة إياها بالتدخل العاجل لإنقاذها من الوضعية الحرجة، بسبب تواجدها في بناية أصبحت تشكل خطرا على حياتها، وهذا ما أثبتته الانهيارات الجزئية، آخرها انهيار طابق بالبناية كاد أن يودي بحياة امرأة في عقدها الخامس. وأثار الحادث الذي وقع مؤخرا حالة من الهلع في أوساط العائلات القاطنة بالعمارة المذكورة وحتى السكان المجاورين، الذين باتوا يتخوفون من تكرار هذه الانهيارات التي تهدد حياتهم في أية لحظة، في حين لم تتحرك المصالح المحلية منتظرة إجراءات من الولاية؛ باعتبار أن البلدية على علم بالقضية إلا أنها لا تملك قرار ترحيلهم؛ لأن ذلك يفوق صلاحياتها، حسبما صرح به مسؤولون سابقون خلال لقائهم بالسكان. وذكر ممثلون عن العائلات القاطنة بالبناية المذكورة، في تصريح ل “المساء”، أن العيش بهذه العمارة صار محفوفا بالمخاطر، نظراً لنسيجها العمراني القديم، فضلا عن الأضرار الكثيرة التي تعرضت لها بفعل التقلبات الجوية وكذا الكوارث الطبيعية التي توالت على العاصمة، والتي أثرت سلبا على البنية، وهو ما أثبتته التصدعات والتشققات التي مست الجدران والأسقف وحتى السلالم، التي أصبح الصعود عبرها أمرا خطيرا، فضلا عن الانهيارات الجزئية لشرفات العمارة، والتي أصبحت هي الأخرى تهدد حياة السكان وحتى المارة. وأضاف محدثونا أنهم يضطرون لغلق الشرفات بالأثاث تجنبا لاقتراب أطفالهم منها؛ خوفا من حدوث ما لا يُحمد عقباه. وفي نفس السياق، قال ممثل العائلات إن مصالح المراقبة التقنية سبق وأن صنّفتها ضمن الخانة البرتقالية عقب الزلزال الذي مس العاصمة سنة 2003، غير أنها لم تمسّها أية عمليات ترميم، مثل باقي البنايات الأخرى المتضررة، ولأسباب أثارت تساؤل العائلات، التي طالبت مراراً بترميمها، ومع توالي السنوات ازداد تدهور البناية، التي شهدت هي الأخرى العديد من الحوادث، وهو ما دوّنته مصالح الحماية المدنية، التي أرسلت تقريرا إلى المصالح المعنية تفيد فيه بضرورة إخلائها عاجلا لحماية السكان، غير أن لا أحد من المسؤولين تحرك لغاية الساعة، يضيف محدثونا، خاصة بعد الحادثة الأخيرة التي خلّفت ذعرا وسط العائلات بعد انهيار أجزاء من الطابق العلوي على امرأة في عقدها الخامس، تعرضت، من خلاله، إلى عدة كسور وتم نقلها إلى المستشفى لمتابعة العلاج. من جهتها، أوضحت رئيسة بلدية بلوزداد السيدة نعيمة دهينة، في اتصال مع “المساء”، أنها على علم بقضية العائلات، وهي الحالة المسجَّلة أيضاً بنقاط أخرى ببلدية بلوزداد؛ باعتبار أن أغلب البنايات هشة ومهدَّدة بالانهيار، موضحة أن المجلس الجديد سيتحرك عاجلا لحماية حياة العائلات أوّلا وإيجاد حل في أقرب الآجال بالتنسيق مع الوالي المنتدب.