لا يزال تخوف سكان العمارة "د1" بحي الاستقلال بالمدينة الجديدة ببلدية الخروب بقسنطينة من الموت تحت الأنقاض هاجسا يلاحقهم ليلا ونهارا، بسبب ما تشهده العمارة من تصدعات وتشققات عميقة أثرت بشكل كبير على البنية التحتية للعمارة وكذا دعاماتها الأساسية، ما قد يؤدي إلى حدوث كارثة إنسانية في أي لحظة على الرغم من حداثة عهدها. أبدى أصحاب هذه العمارة المتكونة من 15 عائلة استلمت سكنات ذات طابع اجتماعي، منذ حوالي سبع سنوات، استياءهم إزاء هذه الوضعية التي عكرت عليهم صفو حياتهم. وحسب هؤلاء السكان الذين لاحظوا بروز هذه التشققات العميقة بشكل جلي، منذ أكثر من سنة، فإن الأمر أسفر عن انهيار جزئي للجهة اليمنى للطابق الأرضي للبناية ما اضطر قاطني هذا الطابق إلى إخلاء منازلهم تحسبا لوقوع أي انهيار فجائي، وهو الوضع الذي استدعى التدخل العاجل من مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري حيث تمت إعادة تأهيل وترميم البنية التحتية لها، غير أن الوضع ازداد سوء مع مرور وقت قصير، حيث تأثرت الجهة اليسرى للطابق الأرضي أكثر فأكثر، ما حول حياة قاطني هذا الطابق إلى جحيم حقيقي، لا سيما وأن التصدعات به بلغت درجة عالية. قاطنو هذا الطابق يعانون جراء هذه الوضعية الكارثية باعتبارهم الأكثر تضررا، لاسيما وأن قنوات الصرف الصحي قد تأثرت بشكل كبير، ما أدى إلى إتلافها وتآكلها، حيث لا يخلو المكان من تسربات المياه القذرة التي حولت المحيط الخارجي المجاور للعمارة إلى مستنقع من القذارة دون أن تتدخل مصالح النظافة لتخليص السكان من هذه الوضعية التي قد تؤدي إلى انتشار الأوبئة نتيجة إمكانية اختلاطها بمياه الشرب، فضلا عن معاناة السكان الدائمة نتيجة الروائح الكريهة وانتشار البعوض، وكثيرا ما يتحول مجراها حسب حديث سكان العمارة بشكل معاكس، لتأخذ بذلك اتجاهها نحو الطابق الأول نتيجة انسداد المجاري وقنوات الصرف الصحي، وهو ما أثار غضب واستياء أصحاب السكن الذين سئموا تحمل هذه الوضعية المزرية التي أصبحت هاجسا يطاردهم ليلا ونهارا في ظل الروائح الكريهة المنبعثة من مياه الصرف التي تشكل خطرا على صحة هؤلاء. زيادة على هذا فالسكان يخشون من انهيار العمارة إذا ما تفاقم الوضع أكثر، خاصة بعد ما لمسوه من لامبالاة وتجاهل الجهات المعنية التي لم تحرك ساكنا على الرغم من المراسلات العديدة.