صوت يسافر بالمستمع إليه إلى الزمن الجميل، يختزل الزمان والمكان بعشاقه ليحط بهم في رحاب قعدات فنية عمادها الأصالة والفن الرفيع، كل من يحضر حفلاته يشهد له أن جلساته «مشيخة» تدعم الشعبي، إنه المطرب عبد الرحمان القبي الذي استضافته «المساء»، ونقلت لكم هذا الحوار. «المساء»: أين وصلت سفينة الشعبي؟ عبد الرحمان القبي:- يضحك - إنها تبحر... في الواقع أرى أن الشعبي بخير، والأجيال القادمة قادرة على تكملة المشوار، خاصة أن هناك أصواتا لا بأس بها، تأتي بالجديد الذي يثري هذا الفن الأصيل.
بماذا تنصح المطربين الجدد للنجاح في المشوار؟ أولا، لابد أن تكون في المستوى، وتحقيق هذا الهدف لا يتحقق في ثلاث سنوات، فمن سابع المستحيلات أن يصبح المغني ماهرا وملما بكل أسرار الشعبي في ظرف وجيز، إذ لابد أن يبحث المطرب ويتعب، فكلمة شيخ كبيرة في الميزان، ولابد أن يعطي المرء 40 سنة من عمره في الميدان لنيل هذا اللقب، وعلى الشباب أن يعرف أن لقب «الشيخ» تتبعه الكثير من الأمور الهامة، على غرار طريقة الجلوس، الحضور على المنصة والحديث مع الناس أيضا، فهناك أشخاص غابت عنهم مثل هذه الصفات، فأصبحوا عالة على الفن. كما أن الجيل الجديد محظوظ ولديه كل الإمكانيات للتعلم أكثر وأحسن، ففي السابق، كان هناك معهد واحد يضم 60 شخصا في القسم، والآن يوجد في كل بلدية معهد، والسلطات تساعد الشباب، ففي وقت سابق لم تكن كل هذه الأمور موجودة، فأنا شخصيا تعبت لتعلم بعض الأشياء، بحيث كنت - أدس راسي - كما يقال، حتى تحصلت على ما عرفته من الشيوخ، على غرار العنقا، عمر مكرازة ودحمان الحراشي، فقد كان حب الفن دافعنا للتعلم رغم صعوبة العملية أنداك.
حبك للفن عميق، هل من سر؟ في الواقع، حب الفن يسري في دمي، إنه إحساس فوق الوصف، أصفه بالموهبة الإلهية، فخالي كان ضمن فريق العنقا، وخالي الآخر كان يعمل مع الحاج منور، وأولادي أيضا اختاروا الفن، فابني الأكبر مطرب، والصغير يعمل معي على آلة الإيقاع.
كيف استقبلت فكرة دخول أبنائك الفن؟ أنا لا أرغم أبنائي على شيء ولا أحرمهم مما يحبون، فأنا أعمل بالمثل القائل؛ «الكل ايعوم بحرو»، فابني الكبير مستقل ويعمل لمفرده.
ما رأيك في «النيو» شعبي؟ هل يعني الجديد؟... دعيني منه، أنا تلميذ الحاج محمد العنقا، فهو الذي وضع أسس الشعبي وطوره، كما أن الشعبي يحب القصائد وليس الطقطوقات.
لماذا تفضل القصائد؟ أنا وفيّ للقصيد، لأن الفنان إذا أراد أن يقدم الأحسن ويتميز، لابد أن يبدع في القصيد الذي يحمل في جوهره العديد من القواعد الأساسية في الأداء، على غرار الحوزي، الانصرافات، الصبوحيات وغيرها من الأسس.
كم ألبوما سجلت؟ لدي 15 عمالا مسجلا، وأعمالا أخرى خاصة، منها القصيد مسجلة بالإذاعة الوطنية.
وماذا عن آخر أعمالك الفنية؟ ألبوم «بابا لحنين» من كلماتي وألحاني، ضم 5 أغان منها؛ «رجلي مشات بيا وسبابي عينيك»، وأغاني أخرى من التراث.
من هو الشيخ الذي تحب الغناء له؟ الشيخ المغراوي، لأنه صوفي ويعشق الرسول، وهو الأقوى في نظري في المدح.