انطلقت، أمس، بمتوسطة هارون الرشيد بأول ماي بالعاصمة، حملة تحسيسية حول السلوك الاستهلاكي في المجتمع، أشرفت عليها الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين بالتنسيق مع مديرية التجارة لولاية الجزائر، وتهدف أساسا إلى تحسين السلوك الاستهلاكي عن طريق توزيع قرابة 20 ألف نسخة من كتيب أطلق عليه تسمية "دليل المستهلك". وأوضح الدكتور مصطفى زبدي، رئيس جمعية حماية المستهلك لولاية الجزائر ل«المساء"، على هامش انطلاق الحملة التحسيسية، أن الجمعية وبالتنسيق مع مديرية التجارة فكرت مؤخرا في الاقتراب من المستهلك أكثر وجعله الحلقة الأهم في معادلة الاستهلاك، "لذلك ارتأينا أن نبدأ في تحسيس التلاميذ ومن ورائهم أسرهم، بخطوات الاستهلاك الصحيح وتبسيط القواعد التي تضمنها دليل المستهلك الذي سنعمل على توزيعه تدريجيا على المؤسسات التربوية والمراكز الجامعية للوصول إلى التأسيس لثقافة استهلاك سليمة". من جهته، كشف السيد حسين شطيبي مسؤول خلية التحسيس بمديرية التجارة لولاية الجزائر، أن الحملة التحسيسية التي انطلقت أمس ستستمر إلى غاية 14 ماي المقبل وتستهدف 1336 مؤسسة تربوية عبر الولاية، في انتظار انضمام باقي المديريات الولائية للتجارة، يقوم على تنشيطها فاعلون من جمعيات حماية المستهلك وممثلون عن مديريات التجارة ومكاتب قمع الغش، للفت الانتباه نحو معايير السلامة في السلوك الاستهلاكي، بما فيه الانتباه للمواد سريعة التلف تفاديا للتسممات الغذائية خاصة ونحن على مقربة من فصل الصيف، الذي يشهد تسجيل حالات تسممات غذائية كثيرة. في السياق، أشار السيد العياشي دهار، ممثل عن مديرية التجارة، أن ال20 ألف نسخة من "دليل المستهلك" سيتم توزيعها بكل المؤسسات التربوية والمراكز الجامعية كخطوة أولى، في انتظار تعميمها على المراكز الثقافية ودور الشباب والمكاتب البلدية والوطنية وحتى مراكز التكوين المهني في خطوة ثانية، للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين وتحسين السلوك الاستهلاكي لديهم. تجدر الإشارة إلى أن القائمين على الحملة جمعوا عددا من التلاميذ بقسم في المتوسطة وأخذوا يطرحون عليهم أسئلة عامة حول الاستهلاك وتقديم النصائح لهم، مع توزيع مطويات تحمل قواعد الاستهلاك الرشيد، وقد تفاعل التلاميذ كثيرا مع الحصة التي اعتبروها تثقيفية قد خرجت بهم عما ألفوه ضمن جدران أقسامهم. كما نشير إلى أن "دليل المستهلك" صدر في ماي 2012 عن وزارة التجارة باللغتين العربية والفرنسية، يحمل ضمن 240 صفحة حقوق وواجبات المستهلك مع تسطير قواعد عامة تبسيطية حول أمن المنتوجات والخدمات، مع دليل هاتفي لمختلف جمعيات حماية المستهلك بكامل ولايات الوطن، يمكن للمستهلك الاتصال بها للاستفسار أو لطرح الانشغالات وحتى إيداع شكاوى ضد جهات معينة، وفي السياق أكد لنا السيد زبدي أن فدرالية جمعيات حماية المستهلكين تسجل سنويا مئات الشكاوى من المواطنين حول الغش والتلاعب بصحة الزبون وحتى رداءة خدمات النقل والتأمين والنقل، وهي الخطوة التي يثمنها ويعتبرها أساسية في المسار الصحيح نحو ثقافة استهلاك صحيحة في المجتمع الجزائري.