كشفت الزيارة العملية والميدانية، التي قام بها الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، إلى ولاية وهران، الحجم الكبير من الاستثمارات المالية التي توفرها السلطات العمومية للتنمية المحلية ومدى العناية الكبيرة التي توليها الدولة من أجل العمل الميداني الفعلي والحقيقي الهادف إلى الاستجابة لتطلعات المواطن البسيط من خلال إقامة العديد من الدراسات التقنية الموجهة لإنجاز السكنات باعتبارها الهاجس الأكبر لغالبية الجزائريين، إلى جانب ضرورة بل وجوب توفير الشغل لكل الكفاءات والقدرات من أجل القضاء على البطالة. برنامج زيارة السيد عبد المالك سلال إلى وهران استهله بالقطب الصناعي والاقتصادي لبطيوة، حيث يجري إنجاز وحدة لصناعة الفولاذ من طرف المؤسسة التركية “طوسيالي ستيل” على مساحة إجمالية تعادل 260 ألف متر مربع وبغلاف مالي يعادل 2650 مليار سنتيم، ومن شأن هذه الوحدة توفير 1018 منصب شغل، علما بأن نسبة إنجازها وصلت إلى 99 بالمائة وبإمكانها تقليص حجم الواردات من الفولاذ والسعي مستقبلا إلى التصدير وتوفير العملة الصعبة للجزائر مثلما هو حاصل مع مؤسسة سوناطراك. وبنفس البلدية، كانت للسيد عبد المالك سلال فرصة الاطلاع على مشروع حماية القطب الصناعي ببطيوة من تدفق مياه الأمطار المؤثرة جدا على المنطقة الصناعية بفعل تراكم المياه وترسب الأتربة، علما بأن هذا المشروع الذي بإمكانه توفير 210 مناصب شغل وبتكلفة مالية تعادل 430 مليار سنتيم من المنتظر أن تنتهي الأشغال به خلال أربعة أشهر من الآن. أما ببلدية مرسى الحجاج فعاين الوزير الأول إنجاز ثانوية بطاقة استيعاب 1000 مقعد بيداغوجي، منها 200 تلميذ داخلي، بكامل قاعاتها البيداغوجية ومرافقها الترفيهية والرياضية والتي تم استلامها بعد 12 شهرا من العمل الدؤوب بعدما كلفت الخزينة 35 مليار سنتيم، حيث اغتنم مدير التربية الفرصة لتقديم فكرة كاملة عن قطاع التربية بالولاية وظروف الدخول المدرسي للعام الماضي مع الإشارة إلى الإمكانيات الهائلة التي وفرتها الدولة للقطاع التربوي والتعليمي ومن ثم توفير كل الإمكانيات التي تمكن الأسرة التربوية من تحقيق دخول مدرسي جيد العام المقبل.
الاستجابة لآمال المواطن أما في مجال السكن، فقد أشرف السيد عبد المالك سلال في بلدية قديل على تسليم مفاتيح ما يقارب 500 مسكن للمواطنين الذين سبق لهم أن تحصلوا على قرارات الاستفادة المسبقة من هذا البرنامج الذي سيتم فيه إنجاز 1500 سكن، الثلث تم إنجازه كلية، في الوقت الذي سيتم فيه الانتهاء من إنجاز 500 مسكن آخر خلال شهر سبتمبر وال500 المتبقية خلال شهر ديسمبر من هذه السنة وذلك بعدما تم توفير 500 منصب شغل دائم، علما بأن كافة هذه السكنات من ثلاث غرف وكلفت الخزينة العمومية غلافا ماليا يعادل 391 مليارا. وفي نفس المجال المتعلق بالسكن، عاين السيد سلال العديد من المشاريع المتعلقة بإنجاز السكنات التي سبق لرئيس الجمهورية أن وضع حجر أساسها خلال زيارته الميدانية العملية التفقدية الأخيرة إلى الولاية، بحيث تمكنت مصالح الولاية من الاستفادة من مجموع 140 ألف وحدة سكنية بمختلف الصيغ الريفية والترقوية والتساهمية والايجارية وغيرها وذلك في إطار المخطط الخماسي 2010 / 2014 علما بأن كافة هذه المشاريع من إنجاز مؤسسات صينية وتركية وبرتغالية وحتى إيطالية واسبانية، بحيث هناك مشاريع متقدمة في عمليات الانجاز وأخرى بدرجات متفاوتة، غير أن ما يمكن تأكيده هو أن كافة المشاريع تسير وفق ما هو مخطط لها، حيث أن هناك مشاريع انطلقت منذ ستة أشهر ونسبة إنجازها وصلت الى 45 بالمائة بينما هناك مشاريع أخرى انطلقت منذ ثلاثة أشهر ووصلت نسبة إنجازها إلى 25 بالمائة، غير أن الأكيد، حسب تصريحات المعنيين بعمليات الانجاز، أن عمليات التسليم ستتم في آجالها وبإمكان المواطنين الحصول على مساكنهم بشكل تدريجي بداية من نهاية العام الجاري لتتم بعدها العملية بشكل متواصل إلى غاية 2016، خاصة بعدما تم حل مشكل العقار بصفة نهائية ولم يعد بإمكان المتعاملين التحجج بقلة العقار أو انعدامه. وفي هذا الإطار، لا بد من التأكيد على أن عمليات اختيار الأرضيات تمت على مستوى 19 بلدية موزعة على 24 قطعة أرض من أجل إنجاز 15 آلف مسكن خصص له غلاف مالي قدره 3623 مليار سنتيم على أن يتم تسليم هذه السكنات قبل نهاية 2015 في الوقت الذي تم فيه تخصيص 84 هكتارا لانجاز 10000 مسكن في إطار صيغة البيع بالإيجار وهو ما من شانه خلق 15 ألف منصب شغل في كافة تخصصات البناء الأمر الذي من شأنه القضاء بشكل كبير على البطالة. أما في مجال إنجاز السكنات العمومية الترقوية، فقد أعطى السيد سلال إشارة الانطلاق الفعلي في إنجاز 13 ألف وحدة سكنية لفائدة المواطنين قصد الاستجابة الفعلية لاهتماماتهم وانشغالاتهم ومن ثم العمل على تحسين صورة الولاية في أعين أبنائها والعمل على فك الخناق على وسط المدينة والعمل على خلق مراكز حضرية جديدة عصرية في مستوى سمعة الولاية والمدينة خاصة وانه تم تخصيص 90 هكتارا لهذه السكنات مع تخصيص غلاف مالي لها يعادل 5500 مليار سنتيم وهو ما من شأنه خلق 17680 منصب شغل، علما بان عمليات الشروع في الانجاز تنطلق مع بداية السداسي الثاني وأن عمليات التسليم لا تتجاوز نهاية 2015.
لا انقطاع للكهرباء بعد الآن أما ببلدية وهران، فقد كانت الفرصة للسيد عبد المالك سلال لزيارة العديد من المشاريع الهامة ذات الطابع الاجتماعي والعلمي والرياضي والثقافي والتجاري وحتى الترفيهي. وقد بدأها بقطاع الطاقة، حيث قام بتدشين المحول الكهربائي بدوار بلقايد الذي تعادل طاقته الإنتاجية 60 ألف كيلوواط، ومكن المشروع الذي يتربع على مساحة إجمالية تعادل 1.2 هكتار وهو من إنجاز مؤسسة ألمانية، من توفير 29 منصب شغل دائم منها 25 في المجال الأمني و4 في ميدان الاستغلال وسيمكن مواطني الولاية من توديع ظاهرة الانقطاع الكهربائي بصفة نهائية وقد بلغت تكلفة المشروع 9990 مليار سنتيم، كما كانت للوزير الأول الفرصة لتمكين سكان حي الياسمين وحي بوعمامة وسيدي البشير من الاستفادة من عملية الربط بغاز المدينة وتوديع قارورات غاز البوتان بصفة نهائية وإلى غير رجعة وذلك على مستوى 197 عمارة وهو ما يعادل 6535 زبونا. وكلفت هذه العملية ميزانية الولاية 24 مليار سنتيم كما استفاد أيضا 4681 زبونا آخر ببلديات بير الجير وسيدي الشحمي من عمليات ربط مماثلة وذلك بهدف تحسين الإطار المعيشي للمواطن، حيث كلفت هذه العملية أيضا خزينة الولاية ما يعادل 16 مليار سنتيم. وفي الجانب الرياضي، كانت للسيد سلال فرصة زيارة أشغال إنجاز المركب الرياضي، 40 ألف مقعد، والذي تم الشروع فيه منذ 2008 ومن المنتظر أن يتم تسليمه مع نهاية 2014، علما بأن المؤسسة المنجزة صينية ويتربع على مساحة إجمالية تعادل 106 هكتارات وغلافه المالي يعادل 1072 مليار سنتيم. أما في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، فقد كانت للسيد سلال وقفة طويلة بالقطب الجامعي بدوار بلقايد الذي يجري به إنجاز كلية للعلوم الإسلامية تستوعب 3000 مقعد بيداغوجي بغلاف مالي يعادل 97 مليار سنتيم وقطب علمي جامعي صحي يستوعب 10000 مقعد بيداغوجي بغلاف مالي يعادل 161 مليار سنتيم وكلية للعلوم تستوعب 3000 مقعد بيداغوجي بغلاف مالي يعادل 77 مليار سنتيم ومكتبة جامعية مركزية بغلاف مالي يقدر ب36 مليار سنتيم وإقامات جامعية من 20 آلف سرير متربعة على مساحة إجمالية تعادل 3 هكتارات بغلاف مالي يعادل 161 مليار سنتيم، وهذا كله استجابة لاحتياجات ولاية وهران في مجال البحث العلمي والأكاديمي. وبهدف القضاء النهائي على التجارة الفوضوية والموازية، كانت للوزير الأول فرصة لزيارة مشروع إنجاز السوق المغطى بحي الصباح الذي من شأنه القضاء الكلي على التجارة الموازية ومنح الفرصة لكل التجار غير المهيكلين للحصول على محلات تجارية حيث تم تخصيص غلاف مالي للعملية قدر ب7.4 ملايير سنتيم، علما بأن نسبة تقدم الأشغال وصلت إلى 10 بالمائة ومن المنتظر ان تنتهي الأشغال بهذه السوق مع نهاية 2014.
توفير وسائل النقل العصري والايكولوجي قطاع النقل كان له الانطباع الجيد لدى الوزير الأول، وهذا بعد الانتهاء من إنجاز ترامواي وهران الذي هو الآن في مرحلة التجارب التقنية ومن المنتظر أن يدخل حيز الخدمة بداية من شهر ماي المقبل. واستمع الوزير الأول إلى عرض تمديد مسار الترامواي إلى القطب الجامعي بدوار بلقايد على طول 8 كلم وباتجاه المطار الدولي على طول 4 كلم وكذا باتجاه حي بن عربة على طول 12 كلم كما اطلع السيد عبد المالك سلال على الدراسة التقنية لمترو وهران الذي من المنتظر أن تنتهي به الدراسات مع نهاية العام الجاري على أن يشرع في تجسيده الميداني بداية من حي اللوز إلى غاية حي المنزه (كاناستيل سابقا) على طول 19.3 كلم وإنجاز 19 محطة علما بأن الغلاف المالي المخصص لهذا المشروع يقارب 130 مليار سنتيم.