تشرف جمعية حماية المستهلك لولاية الجزائر بالتنسيق مع مديرية التجارة، على حملة تحسيسية حول الثقافة الاستهلاكية الصحيحة في المجتمع، المبادرة تهدف بالدرجة الأولى إلى ترشيد السلوك الاستهلاكي الصحيح لدى الفرد، وقد انطلقت أول أمس من أول ماي وتستهدف كل المؤسسات التربوية بالولاية وتدوم إلى منتصف ماي المقبل. بادرت جمعية حماية المستهلك بإطلاق حملة توعية وسط سكان العاصمة، بهدف تصحيح السلوك الاستهلاكي للمواطن، ذلك أن هذا الأخير كثيرا ما يوقع نفسه في شرك الاستهلاك العشوائي، أي يشتري كل شيء يلزمه أو لا يلزمه حتى ولو كان زيادة عن الحاجة، وبهذا التصرف السلبي أصبح طعما سهلا للتجار يتحكمون فيه بالسعر الذي يريدونه هم، لا الذي يريده المستهلك، وهذا بسبب لهفه وشغفه غير المبررين على الاستهلاك الزائد. ولان جمعيات حماية المستهلك أخذت على عاتقها مهمة توعية المستهلك بالسلوك الاستهلاكي الصحيح، فإن القائمين عليها أطلقوا حملة تحسيسية واسعة تهدف إلِى توزيع قرابة 20 ألف نسخة من «دليل المستهلك»، الذي يقول عنه الدكتور مصطفى زبدي، رئيس جمعية حماية المستهلك لولاية الجزائر، ل «المساء»، أنه كتيب يوضح للمستهلك كيفية التعامل مع كل السلع والخدمات مع توضيح كافة حقوقه وحتى الجهات المخول له التعامل معها في حالة تسجيل غش أو ممارسة تجارية غير قانونية. وأوضح المتحدث أن الدليل أشرفت وزارة التجارة على إصداره في 2012، واقتصر توزيعه على بعض المؤسسات وشركاء الوزارة، ولكن تقرر مؤخرا المبادرة بتعميمه على جموع المواطنين باعتبارهم الحلقة الأهم في معادلة الاستهلاك. ووفقا للمنظومة العالمية، «فإن تثقيف الأطفال وتوعيتهم بات هو الأساس، لأن التربية السليمة تتطلب إكساب الطفل حقائق وقيماً ومهارات واتجاهات معينة، منها الاتجاه نحو ترشيد الاستهلاك، حيث أن كثيراً من المعلومات المتعلقة بترشيد الاستهلاك وتوجيه المستهلك وتكوين الاتجاهات السليمة لديه ليست فطرية، وإنما مكتسبة، لذلك لابد من الاهتمام به ومحاولة توعيته بجوانب الحياة اليومية ومتطلباتها الأساسية. ولأن الطفل فرد في الأسرة، فإن الاهتمام بمراقبة الطفل وتوجيه سلوكه نحو التوجيه السليم، أضحى أمرا ضروريا حتى يمكنه المشاركة في تنظيم الاستهلاك وسط أسرته وبالتالي حماية مجتمعه». وثمن السيد زبدي مبادرة وزارة التجارة بخصوص إصدار «دليل المستهلك». مؤكدا أمر اهتمام جمعيته المطلق بنجاح المبادرة بالمساهمة في حملات التحسيس التي تقرر إجراؤها في كل المؤسسات التربوية بولاية الجزائر على اختلاف أطوارها التعليمية. مضيفا أن طبعات أخرى ستصدر عن الدليل مستقبلا، ما يعني توسيع الحملة التحسيسية على نطاق أوسع لتمس أكبر عدد ممكن من المستهلكين. وأشار ذات المصدر إلى أن الدليل توزيعه مؤخرا ضمن فعاليات الصالون الدولي للسيارة، وقبله خلال معرض الجزائر الدولي، في انتظار تعميمه أكثر خلال السنة الجارية، وذلك عن طريق انضمام المديريات الولائية للتجارة، وكذا جمعيات حماية المستهلك عبر كامل الولايات إلى ذات الحملة، من خلال تنظيم حملات تحسيسية مماثلة في كل المدن. بالموازاة، تحدث السيد زبدي عن ثقافة الاستهلاك لدى المواطن الجزائري، وقيّمها بالمتوسطة، انطلاقا من دراسة للفدرالية الجزائرية لجمعيات حماية المستهلكين خلال 2012 حول السلوك الاستهلاكي بمختلف ولايات الوطن حول عينة عشوائية، ومن نتائج الدراسة، التأكيد على أنه كلما تقدم المواطن في العمر قلّ سلوكه الاستهلاكي «وانطلاقا من هذا، آثرنا الاهتمام بالأطفال لعقلنة السلوك الاستهلاكي لديهم باعتبارهم إطارات الغد، ذلك أن اطلاع أجيال اليوم على تقنيات التكنولوجيا العصرية، يجعلهم مطلعين على عدة نوافذ للاستهلاك، وهنا يأتي دور الأسرة في التوجيه، وكذلك مختلف المؤسسات التربوية والمجتمع المدني في التأثير على التنشئة الاستهلاكية للطفل، من خلال تأطير عملية تدريب قدرات الطفل المعرفية في المواقف الاستهلاكية، كما يمكن للأسرة أن تؤثر بشكل مباشر على سلوك أطفالها الاستهلاكي أو تعليمهم مهارات استهلاكية، مثل تشجيعهم على المشاركة في مناقشة ميزانية الأسرة وحتى اصطحابهم إلى السوق»، يقول السيد مصطفى زبدي، معتبرا هذا الاتجاه يصب في خدمة المجتمع انطلاقا من حماية المستهلك.