شكل حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ووضعية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، محور المحادثات التي أجراها امحمد خداد المنسق الصحراوي مع البعثة الأممية لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية “مينورسو”، مع مسؤولين بريطانيين خلال زيارته إلى المملكة المتحدة، أول أمس. واستقبل خداد من طرف مسؤولين في وزارة الشؤون الخارجية البريطانية، كما تحادث مع ممثلي مجموعات برلمانية مساندة لكفاح الشعب الصحراوي وكذا منظمات غير حكومية تناضل من أجل حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة. وكانت هذه المنظمات قد استوقفت في عدة مناسبات الحكومة البريطانية حول تنامي انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ونهب ثرواتها الطبيعية من طرف المغرب. وكان المنسق الصحراوي مع بعثة “المينورسو “مرفوقا بممثل جبهة البوليزاريو في المملكة المتحدة الإمام محمد الإمام. وقال خداد إن “بريطانيا تتابع باهتمام الوضع السائد في الأراضي المحتلة في إطار النقاش بمجلس الأمن الأممي ومن خلال شركائها في المنطقة”. وتطرق المسؤول الصحراوي إلى تقرير منظمة الأممالمتحدة الأخير الذي يبرز مختلف الشهادات خاصة تلك المتعلقة بالتقرير الخاص حول التعذيب، وتقرير مؤسسة كندي حول مسائل حقوق الإنسان والانتهاكات “الصارخة وغير المقبولة” التي يرتكبها المغرب في الأراضي المحتلة. وأكد ممثل جبهة البوليزاريو أنّ “ذلك يبرز أكثر من ذي قبل ضرورة تكفل منظمة الأممالمتحدة بمسألة حقوق الإنسان على غرار كل بعثات السلام عبر العالم”. وأشار خداد إلى الحملة التي نظمت هذه السنة في المملكة المتحدة من قبل منظمات غير حكومية، خاصة منظمة “ويسترن صحارى كامباين” التي هي عضو في المنتدى الدولي للعمل من أجل الصحراء الغربية بهدف ضمان توسيع عهدة “المينورسو” لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وأكد المسؤول الصحراوي أنّ حل نزاع الصحراء الغربية لابد أن يمر عبر تنظيم استفتاء تقرير مصير “حر ونزيه” تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة. وذكر بأن “الاتحاد الإفريقي صادق على لائحة في هذا الصدد خلال قمته الأخيرة بأديس أبابا”. من جهة أخرى، وفي سياق توسع رقعة التضامن مع الشعب الصحراوي، تم إنشاء “شبكة الشبيبة الفرنسية المتضامنة مع القضية الصحراوية” بباريس. وتم تشكيل هذه الشبكة خلال لقاء جمع طلاب وممثلي الحركة الجمعوية ممن ينشطون في مختلف المدن فرنسية، وقرر هؤلاء الشباب الفرنسيون إنشاء هذه الشبكة بعد الزيارة التي قاموا بها مارس الماضي إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين ووقفوا عن قرب على حقيقة معيشة اللاجئين الصحراويين. واعتبر عمر منصور ممثل جبهة البوليزاريو في فرنسا، أن هذه الشبكة الشبابية الفرنسية الداعمة للقضية الصحراوية “قيمة مضافة” للشخصيات والمنتخبين ورؤساء الحركات الجمعوية الفرنسيين الذين يدعمون خيار الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وأضاف، أن هذه المبادرة بمثابة “ديناميكية جديدة تهدف إلى تحريك الشبيبة الفرنسية وإعلامها بحقيقة الوضع في الصحراء الغربية”، مشيرا إلى أن هذه الشبكة تضاف إلى أرضية الجمعيات والمنظمات غير الحكومية الفرنسية ال34 الداعمة لحق الشعب الصحراوي في الاستقلال. وفي هذا السياق، قالت سهيلة بن قسوم عضو بالشبكة أن هذه الأخيرة عبارة عن لجنة تضامن مع القضية الصحراوية، الهدف منها “تحسيس الرأي العام الفرنسي بهذه القضية وتعريفه بوضعية شعب يتوق إلى الاستقلال”. وأضافت أنه “يجب أولا أن نعرف الشبيبة الفرنسية بأنفسنا خلال التجمعات وأن نحاول التعريف عبر وسائل الإعلام بقضية أهملت في بلادنا”. وقدم عدد من المتدخلين في هذا اللقاء شهادات مؤثرة حول معيشة اللاجئين الصحراويين، معبرين عن تأثرهم بكرم العائلات الصحراوية رغم إمكانياتها الضعيفة وبالاستقبال الحار وحسن الضيافة التي حضوا بها خلال زيارتهم للمخيمات. كما أشاروا إلى أن عدة بلدان كبرى مثل فرنسا لا تزال تتجاهل اللوائح الأممية، منها تلك التي تنص على إجراء استفتاء لتقرير المصير وتظلم في معاملاتها الشعب الصحراوي.