أكدت السيدة فطيمة عزوق مديرة المتحف الوطني "الباردو"، أن ميزانية ترميم المتحف التي حُددت ب 190 مليون دينار، لم تمسّ عملية الترميم فحسب بل تجاوزتها إلى عمليات أخرى كالإضاءة وتوفير شاشات المراقبة ومعدات التبريد، وكذا العمل على مقاومة الرطوبة وتهيئة المخزون والفضاءات الخارجية، إضافة إلى عمليات أخرى لم تكن في برنامج الترميم الذي رأى النور سنة 2006. وأضافت السيدة عزوق خلال الندوة الصحفية التي عقدتها أمس قبل إعادة افتتاح متحف الباردو المرمم يوم الخميس المقبل؛ أول يوم من شهر التراث، أن الميزانية التي خُصصت لترميم الباردو ليست بالهائلة ولا المبالَغ فيها؛ لأنها مست عمليات أخرى صاحبت العملية الأم، مشيرة إلى أنه لم يتم حذف أو نزع أي جزء من المتحف أو حديقته إلا شجرة موز كانت تعرقل عملية الترميم. وأشارت المديرة إلى أن كل قطعة من المعلم مستحيل ترميمها؛ نظرا لحالتها المزرية مثل قطع خزفية تم تخزينها ضمن مجموعات المتحف، مضيفة أنه تم نزع ما أضافه المستعمر الفرنسي، كما تم أيضا إعادة كل قطعة إلى مكانها الأصلي، لتؤكد أن سنة 2013 مخصَّصة لمتحف الباردو؛ أي أنه لن يحتضن المعارض الكبرى هذه السنة. واعتبرت السيدة عزوق أن عملية ترميم متحف الباردو جرت في ظروف جيدة ووفق المعايير العالمية، مضيفة أنها تمت علي أيدي جزائريين بنسبة 95 بالمائة، أما البقية فهي من خبرات بلجيكية وإسبانية وفرنسية في المجالات الغائبة عن إمكانات مكاتب الدراسات الجزائرية، خاصة فيما يخص حفظ المتحف من الرطوبة. وأضافت المتحدثة أن هذه العملية التي استمرت ست سنوات كاملة، تمت بنجاح، وسيكتشف الجمهور ذلك، خاصة أنها تمت بمشاركة أطراف عديدة؛ من موظفي المتحف ومكتب دراسات ومؤسسات وحرفيين وفنانين، وسيتم بهذه المناسبة تنظيم معرض يسلط الضوء على عملية الترميم، كما سيتم، على هامشه، عرض فيلم يُظهر تلاؤم الجميع في تحقيق هدف أسمى، ألا وهو إنقاذ متحف الباردو، وهذا ابتداء من يوم 18 أفريل الجاري. وفي هذا السياق، أكدت المديرة أن الهدف من هذا المعرض والفيلم والكتالوغ الذي سيقدَّم بهذه المناسبة، هو توثيق كل ما له علاقة بترميم الباردو بغرض تخليد المشروع، وكذا تأسيس أرشيف حول العملية يكون دعامة لكل من يهتم بالباردو في المستقبل. من جهته، تحدّث المسؤول عن عملية الترميم السيد عبد الحكيم حمّاق، عن حيثيات هذه العملية، فقال إن البداية كانت بعزل المياه عن المعلم؛ باعتبار أن أكبر عدو لكل معلم هو الماء، ومن ثم طرح فرضيات حول العملية والتحقق منها بالعمل الميداني. أما السيدة سعاد عضو بمكتب الدراسات المكلَّف بالترميم فقالت إن ما أَنجح العملية هو العامل الإنساني؛ من خلال تلاحم كل الأطراف وحبهم لذاكرتهم التاريخية، مشيرة إلى أنه تم تحسيس البنّائين بأهمية كل قطعة من قطع متحف الباردو. بالمقابل، سيتم في العام المقبل تخصيص سينوغرافيا جديدة لتنظيم المعارض، حسب تصريح مديرة الباردو، التي أكدت على ضرورة توفر دراسات حول الموضوع؛ حيث سيتم تقديم المعارض في الباردو بحلة جديدة، ومزيَّنة بالوسائل التكنولوجية الحديثة.