نفت مديرة متحف الباردو، فطيمة عزوق، أمس، الاتهامات التي وُجِّهت لإدارتها والشكوك التي حامت حول نزاهة الترميمات التي قام بها الطرف الجزائري، ومطابقتها للمعايير العالمية المتعارف عليها والتي كلفت الجزائر 190 مليون دينار جزائري، وقالت إن افتتاح متحف الباردو سيكون يوم 18 أفريل الحالي. أكدت مديرة متحف الباردو، فطيمة عزوق، في تصريح ل''الخبر''، قبل أيام من افتتاح متحف الباردو، أن هذا الحدث سيسمح للزوار باكتشاف مراحل عملية الترميم المختلفة التي انطلقت منذ 2006، كما سيكون ردا مباشرا على الاتهامات التي حامت حول استعمال مواد غير لائقة في عملية الترميم التي أضرت بالموقع. ويستعد متحف الباردو في العاصمة لاستقبال الجمهور بعد الانتهاء من عملية ترميم استغرقت أربع سنوات، بعد غلقه سنة 2010، وكلفت 190 مليون دينار، شملت أشغال الترميم وإعادة تجهيز المتحف بالمعدات الحديثة خاصة التبريد والتهوية وأجهزة المراقبة والاستقبال وتهيئة مخزنين للتحف. ولأول مرة، منذ الاستقلال، ستكون للجمهور فرصة التعرف على المعلم التاريخي بشكل جديد، ومن دون حواجز زجاجية تفصلهم عن المقتنيات الأثرية. كما تؤكد مديرة المتحف فطيمة عزوق ''أن الافتتاح الرسمي للمعلم التاريخي، سيكون يوم 18 أفريل الحالي، على أن يكون مفتوحا أمام الجمهور في اليوم الموالي''. ووصفت مديرة المتحف الوطني الباردو، عملية ترميمه بالناجحة، مضيفة: ''منذ بداية التسعينيات بدأت تظهر أعراض تدهور جدران المعلم الذي يعود إلى الحقبة العثمانية، وما يضمه من مجموعات، خاصة بالسلالات وجزء خاص بما قبل التاريخ، حيث تم تسجيله سنة 2003 ضمن المعالم التي تحتاج إلى ترميم سريع''. وقد خاضت إدارة المتحف عدة جولات منذ 1999 لترميم المتحف، لتبدأ ثلاث شركات جزائرية وإسبانية وبلجيكية في عملية ترميم المتحف، كما تقول المديرة في معرض حديثها عن عملية الترميم التي بدأت رسميا سنة 2006: ''لقد تكفلت الشركة الجزائرية ب90 بالمائة من عملية الترميم، بينما اضطر مكتب الدارسات إلى الاستعانة بخبرة إسبانية وبلجيكية لترميم المتحف، لاسيما فيما يخص حماية المعلم من التعرض لمخاطر الرطوبة''. وسيضم معرض الافتتاح شرح عملية ترميم المتحف والأدوات التي استخدمت في عملية الترميم، خاصة قاعات المعلم التاريخي التي تعتبر فضاءات مستقلة بديكور هندسي قديم. وقد تم إنشاء المتحف في نهاية القرن ال18، واقتنى العديد من التحف النحاسية التي يعود تاريخها إلى مطلع القرن ال20 ومجموعة من القطع الفريدة التي كانت تستعملها العائلات الحضرية الثرية العاصمية والتلمسانية، كما سبق أن تم تعزيز المتحف بمجموعة من الأواني التي تحكي تاريخ منطقة تيزي وزو نهاية القرن ال19 من أجل إبراز ثراء التراث الوطن. ويصنف المتحف منذ سنة 1995 كمعلم تاريخي وطني، وستكون أبوابه مفتوحة أمام الجمهور ابتداء من يوم 19 أفريل، وتسعى إدارة المتحف إلى إنجاز مشاريع جديدة لتطوير ديكور المتحف عبر تقنية السينوغرافيا، كما تقول مديرة المتحف: ''لدينا مشاريع أخرى لتطوير المتحف من خلال تقنية السينوغرافيا، ستشمل جميع نواحي المتحف وستتمحور على عدة تصورات علمية، من المقرر أن تنتهي الأشغال بها قبل نهاية السنة الجارية''. ومن المقرر أن تقيم إدارة المتحف ندوة صحيفة، هذا الأسبوع، بحضور مكتب الدراسات الذي أشرف على عملية الترميم، من أجل تقديم تفاصيل التكلفة الإجمالية لعملية الترميم.