قدم الممثل المسرحي ورئيس “تعاونية مسرح اليوم”، الفنان العوني أحمد، في أول أمس، بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران مسرحيته الجديدة “هاجر”. وتعالج مسرحية “هاجر” التي كتبها وأخرجها ومثل فيها العوني، معاناة المرأة الجزائرية من بعض المشاكل النفسية والمادية التي لا تزال تكابدها، لاسيما المرأة الريفية، كما تطرق إلى ثقل التقاليد والأعراف التي كبحت إرادة وأحلام الكثير من النساء وكرست منطق التخلف. وقد استوحى محمد العوني عنوان المسرحية من سيرة السيدة هاجر، زوجة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، التي واجهت قساوة الطبيعة ووحشة المكان عندما وجدت نفسها وحيدة برفقة ابنها الصغير إسماعيل، واضطرت للبحث عن الماء والزاد، وأن تسعى سبع مرات بين الصفا والمروة بمكة المكرمة لتتفجر لها عين ماء زمزم، فشربت وشكرت الله تعالى على فضله، ومن هذه السيرة العطرة، أراد أن يبين أن المرأة المسلمة استطاعت على مر العصور أن تواجه بصلابة جميع الصعوبات. ومن زاوية نقدية للنص المسرحي، فإنه بالرغم من الصورة النمطية والفكرة المستهلكة التي تناولها الكاتب، والمتعلقة بقدرة المرأة الجزائرية على مر الأجيال على أن تفتك العديد من حقوقها، لكن المسرحية تضمنت إشارات إلى بعض صور معاناة المرأة عندنا، التي ربما لم تستطع القوانين أن تغير من واقعها المأساوي. كما حمل العرض بعض اللوحات الساخرة التي سهلت من التعاطي مع الموضوع المحوري والمواضيع الثانوية التي تناولتها أحداث “هاجر” منها معاناة المواطنين في وسائل النقل العمومي وغيرها.