صنفت ولاية الجزائر ملف معالجة النفايات المنزلية ضمن القضايا الشائكة التي أعدت لها العديد من الدراسات والاقتراحات لحل مشاكل الجمع والردم خاصة إذا علمنا أن مفرغة وادي السمار دخلت مرحلة التشبع منذ سنتين في الوقت الذي رفضت فيه كل بلديات العاصمة تخصيص جانب من مساحتها لاحتضان مفرغة جديدة ، ويتم حاليا دراسة إمكانية تخصيص مساحة في منطقة مقطع خيرة لاحتضان المفرغة العمومية الجديدة. تؤكد جهات لها صلة بملف معالجة النفايات بالعاصمة أن الإشكال الرئيسي في القضية يعود إلى غياب سياسة وطنية لمعالجة النفايات المنزلية والصناعية إذ لغاية اللحظة يتم توجيه كل النفايات إلى المفرغة العمومية لوادي السمار بالحراش التي دخلت منذ قرابة سنتين إلى مرحلة التشبع بعد أن انتهت صلاحياتها التي دامت أكثر من 33 سنة وشهدت تفريغا وحرقا عشوائيا للنفايات التي توجه لها من البلديات وحتى المؤسسات الصناعية والاستشفائية الأمر الذي حول المنطقة إلى بؤرة للتلوث البيئي، وما زاد من حدة الإشكالية صعوبة تخصيص موقع آخر لمفرغة جديدة بسبب نقص العقار بالجزائر من جهة ورفض العديد من البلديات احتضان مفرغة عمومية على ترابها نظرا للمشاكل البيئية التي تترتب عليها وهو الأمر الذي أخلط الأوراق على السلطات المحلية التي تحاول جاهدة اقتطاع مساحة جديدة بمنطقة مقطع خيرة غرب العاصمة لتكون المفرغة العمومية الجديدة للعاصمة. وفي هذا السياق أشار المدير العام لمؤسسة رفع النفايات المنزلية "نات كوم" السيد أحمد بلعاليا أن الإشكال الرئيسي لمعالجة النفايات المنزلية هو غياب إستراتيجية وطنية للجمع والفرز رغم كل الحملات التحسيسية التي قامت بها المؤسسة بالتنسيق مع مديرية البيئة وتهيئة الإقليم لولاية الجزائر، حيث أنه لغاية اللحظة لا تقوم العائلات الجزائرية بفرز نفاياتها بين البلاستيكية والزجاجية والورقية وهو ما سيساعد في عملية معالجة النفايات بمركز الردم لبلدية أولاد فايت زيادة على عدم استعمال الأكياس الخاصة بجمع النفايات والتي تساعد أعوان النظافة في الجمع الجيد لها بالمفرغات العمومية، فغالبا ما تستعمل أكياس خفيفة أو ترمي النفايات مباشرة في الحاوية وهو ما يصعب عمل أعوان النظافة من جهة، ولا يسمح بالفرز قبل الحرق أو الردم بمفرغة الردم التقني لأولاد فايت أو مفرغة السمار. وعن مشروع وزارة البيئة المتعلق بانجاز مفرغة ولائية ببلدية قورصو بولاية بومرداس أشار المتحدث انه من الصعب على شاحنات المؤسسة التنقل يوميا إلى المفرغة الجديدة، فعوض تسطير ثلاثة خرجات لنقل النفايات إلى المفرغة لا يمكن الانتهاء من خرجة واحدة بسبب طول المسافة واختناق حركة المرور بهذه الجهة، لذلك فقد رفعت المؤسسة انشغالها للسلطات الولائية للعاصمة الذين صرفوا النظر عن استغلال مفرغة قورصو ويدرسون حاليا إمكانية اقتطاع مساحة جديد بمنطقة مقطع خيرة في القريب العاجل، علما أن مركز الردم لبلدية أولاد فايت دخل في مرحلته النهائية بعد أن تم فتح المربع الخامس وقد حددت الفترة المتبقية لعمل المركز بسنتين على أكثر تقدير.