لا يزال سكان بلدية العاشور بالعاصمة ينتظرون تحرك السلطات المحلية، قصد تجسيد المشاريع المحلية المقرر إنجازها في العهدة السابقة، والتي بقيت مجرد ”حبر على ورق”، حيث يأملون في إسراع الرئيس الجديد الذي يعرف خفايا البلدية، كونه من السكان الأصليين، بتوفير المرافق الحيوية والاستفادة من المشاريع السكنية في أقرب وقت ممكن، فيما أكد البعض الآخر على أن المجلس الشعبي يظهر أثناء الحملة الانتخابية، وتنتهي مهامه بعد استلام المهام. وأكدت الجولة التي قادتنا إلى بلدية العاشور، أن هذه المنطقة عرفت توسعا عمرانيا كبيرا مقارنة بالسنوات الماضية التي كانت فيها عبارة عن منطقة فلاحية، هذا التغيّر تولد عنه الكثير من النقائص بالبلدية في مختلف القطاعات، خصوصا في مجال الإسكان والنشاط التجاري، كما أن مشكل اهتراء الطرق مس العديد من الأحياء، على غرار حي الرياح، واد الطرفة وحي 56 مسكنا، إضافة إلى الاختناق المروري الذي يعد ميزة من ميزات العاشور، وغياب الإنارة العمومية.
الأمل موجود لدى البعض والسيناريو متوقع لدى الآخرين وقد وقفنا على انقسام آراء المواطنين بمختلف الأحياء، بين مؤيد ومعارض لفكرة المجلس الجديد وتجسيد الوعود المبرمجة في الحملات الانتخابية، حيث أكد بعض المواطنين الذين التقيناهم بحي واد الرمان، أن المجالس السابقة لم تكن في المستوى المطلوب، والأمل كبير في الرئيس المنتخب مؤخرا، وتفيد المعلومات أنه من أبناء البلدية، وهدفه هو تحسين الإطار المعيشي للسكان، وقال آخر؛ إن ”المير” الجديد استقبلهم في العديد من المرات لسماع انشغالاتهم، ووعد بإيجاد حلول لمشاكلهم، ولم يخف عليهم أن مشكل العقار هو الذي يعد حاجزا كبيرا أمام إنجاز المشاريع المحلية بالبلدية، في حين ذهب البعض الآخر للحديث عن النقائص الموجودة بواد الرمان، على غرار الطرق المهترئة والاختناق المروري الذي تسبب في عرقلتهم للالتحاق بعملهم صباحا والعودة إلى بيوتهم في المساء، حيث قال أحدهم ل”المساء”؛ إن البلدية تعد المواطنين ولا تفي بوعودها، والرئيس الجديد لم يغير شيئا منذ جلوسه على الكرسي، وأضاف آخر أن كل المجالس متشابهة ولا تنظر لمطالب المواطنين، فنحن نعيش أزمة سكن حادة منذ سنوات - يوضح محدثنا - والسلطات لا تنظر لملفاتنا، رغم المشاريع الكبرى التي تنجز على مستوى بلدية العاشور، السبالة والدرارية.
تغطية النقائص مرهون بالمجلس الجديد للبلدية وما لفت انتباهنا بحي واد الطرفة الذي شهد كثافة سكانية كبيرة في السنوات الأخيرة، هو التجارة الفوضوية الموجودة بمدخل الحي إلى غاية نهايته، فتقربت ”المساء” من بعض السكان الذين أكدوا أن غياب السوق الجوارية ببلدية العاشور جعل التجار يعملون خارج الإطار القانوني، رغم المراسلات العديدة التي تقدم بها السكان لإنجاز سوق جوارية تقضي على الأصوات المرتفعة في الحي والنفايات المتراكمة، في حين أكد بائع لملابس الرجال أن حي واد الطرفة يعرف نقائص كثيرة، على غرار السوق، الملاعب الجوارية، دار للشباب، وأنه على المجلس الجديد الاهتمام بانشغالات السكان وعدم تركها مجرد وعود، مثلما فعلت المجالس السابقة، كما لاحظنا بالحي انتشار البيوت القصديرية التي لاتزال تشوه البلدية، فأكد لنا أحد السكان أن هناك 500 عائلة تعيش في البيوت الهشة، وملفات الترحيل موجودة حاليا في أرشيف البلدية التي تحججت بعدم استفادتها من الحصص السكنية، وبحي الرياح، كان أول مطلب للسكان هو تعبيد الطرقات التي عرقلت حركة المرور، إضافة إلى توفير المرافق الحيوية وتعميم الإنارة العمومية.
العقار يرهن مشاريع البلدية والرئيس الجديد يعد بالتسوية من جهته، أكد رئيس بلدية العاشور السيد سليني ل ”المساء”، أن بلديته تفتقر للعديد من المرافق الحيوية، أهمها السوق الجوارية، بسبب مشكل العقار الذي عرقل مسار المشاريع المحلية، كما أن الإسكان مشكل آخر واجه المجلس الجديد، حيث تستضيف البلدية يوميا مواطنين بحثا عن السكنات بمختلف الصيغ، ولم يهضموا فكرة أن العاشور لم تستفد من أية حصة، ووعد السيد سليني بإنجاز كل المشاريع المسطرة خلال عهدته، والمتمثلة في إنجاز مقر للبلدية بقيمة مالية تقدر ب 4 ملايير سنتيم، تغطية الملعب البلدي بالعشب الاصطناعي بواد الرمان ب 7 ملايير سنتيم، إعادة تهيئة 8 مدارس ب 18 مليار سنتيم، تعبيد طرقات كل من حي الرياح الكبرى، واد الطرفة و56 مسكنا، تعميم الإنارة العمومية وتسوية الملحقة التي تم إنجازها مؤخرا بحي السبالة، توفير المساحات الخضراء بحي أول نوفمبر، واد الرمان وحي 1016 مسكنا، وإنجاز ملاعب جوارية بحي الرياح الكبرى، واد الطرفة ووسط العاشور.