يسير اللباس التقليدي الرجالي اليوم في طريق الاندثار، نتيجة عزوف شباب عن ارتدائه كونه لا يتناسب والموضة الحديثة، من أجل هذا لابد لنا كحرفيين من أن نرغب الشباب في اللباس التقليدي الذي يعتبر رمز أصالتنا، هكذا بدأ الحرفي في اللباس التقليدي خالد كركوب من المدية حديثه ل»المساء» على هامش معرض أقيم مؤخرا بالعاصمة. أمضى الحرفي خالد 35 سنة من عمره في صناعة اللباس التقليدي الرجالي، ولا يزال إلى حد اليوم متمسكا بهذه الحرفة التي تساهم في الحفاظ على التراث التقليدي الذي يتعلق باللباس، حيث قال «على الرغم من أننا كحرفين في اللباس التقليدي شديدو الحرص على هذه الحرفة، غير أننا لم نتمكن من ترغيب الشباب فيها، إذ يقبل علينا الكبار في السن فقط لطلب تفصيل وخياطة «القندورة والجيلي والكوستيم والقمجة»، وهي عموما قطع تعودوا عليها، ونادرا ما يقصدنا شاب لطلب ثوب تقليدي، إلا إذا كان الأمر يتعلق ب«القشابة الوبرية أو البرنوس»، باعتبار هذين النوعين من الألبسة التقليدية التي يفضلها الرجال عموما على اختلاف شرائحهم العمرية. وأردف قائلا «انشغالي الكبير باللباس التقليدي الرجالي، دفعني الى إدخال بعض التعديلات الطفيفة عليها دون المساس بأصالتها، حيث قمت مثلا بتغير بعض التفاصيل الصغيرة حتى أرغّب الشباب في ارتداء الألبسة المصنوعة من الوبر تحديدا، إذ قمت مثلا بتفصيل معاطف وبرية تحمل بعض اللمسات التقليدية على غرار التطريز بالإبرة الذي أتعمد إدخاله على بعض الألبسة الرجالية لنحافظ على هذا النوع من المطرزات، وعموما لقيت تلك المعاطف إعجاب الشاب». وحول بعض أنواع الألبسة الرجالية التقليدية التي كانت تلبس قديما، جاء على لسان محدثنا أن اللباس الرجالي العصري عرف تنوعا كبيرا من حيث التصميم، ما جعل الرجل العربي عموما والجزائري تحديدا، يشبه الرجل الأوربي في إطلالته، وبالرجوع الى الماضي نجد أن الرجل الجزائري كان مميزا بإطلالته التقليدية التي تظهر على لباسه حيث كان يرتدي السروال العربي المزين ب»التسفيفة» وترافقه «القمجة»، و«الجيلي» أو «القندورة» التي تلبس مع السروال المصنوع من القماش، ويغطي كل ذلك ب«البرنوس» أو «القشابة»، وبالتالي كان الرجل الجزائري حيثما حل يعكس انتماءه وثقافته، وهو ما نفتقر له اليوم. ما نحن في حاجة اليه يقول الحرفي خالد هو محاولة إكساب الشباب تحديدا ثقافة حب اللباس التقليدي، والتباهي بلبسه في المنزل خارج أوقات العمل باعتبار الألبسة التقليدية الرجالية لا تناسب معظم الوظائف.