خرج آلاف الفلسطينيين أمس في مظاهرات ضخمة بمختلف الأراضي المحتلة بمناسبة إحياء يوم الأسير بكل ما يحمله هذا اليوم من مآس ومعاناة، يتخبط فيها أكثر من 4900 أسير فلسطيني معتقلين في أسوأ الظروف، ويتعرضون لأسوأ المعاملات بسجون الاحتلال الصهيوني. ومن المقرر أن تتواصل الاحتفالات بيوم الأسير لمدة أسبوع ضمن مساع لتسليط الضوء على هذه الفئة من الشعب الفلسطيني المحرومة من أدنى الحقوق. ولأن الأمر يعنيهم بالدرجة الأولى فقد قرر الأسرى الفلسطينيون إحياء هذا اليوم بتنظيم إضراب عن الطعام مسّ مختلف المعتقلات الإسرائيلية. وفي هذا السياق، أكد الأسير الفلسطيني سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ أكثر من 260 يوما، على استمرار صمود الأسرى في السجون الإسرائيلية، وفي وجه الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال في حقهم. وقال العيساوي في رسالة وجّهها إلى الشعب الفلسطيني إن "كل الأسرى مستمرون في نضالهم داخل السجون من أجل تحسين ظروف اعتقالهم والمحافظة على كرامتهم؛ حيث يحاول السجان باستمرار انتهاك المواثيق والقوانين التي تضمن حريتهم، ويحاولون تشديد المضايقة عليهم وإيصال الإحباط إلى نفوسهم". وتجمّع مئات الفلسطينيين في ساحة المنارة الرئيسة وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية، وهم يرفعون صورا لقدامى الأسرى إلى جانب لافتات تؤكد على مركزية قضيتهم وتطالب بحريتهم. وهتف المتظاهرون الذين كان من بينهم قيادات في السلطة والفصائل الفلسطينية، مطالبين بحرية الأسرى وبتدخل دولي لوقف ما وصفوه بممارسات التضييق بحقهم داخل سجون الاحتلال. واعتبر وزير شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع في كلمة له خلال المظاهرة، أن فعاليات إحياء يوم الأسير "تمثل انتفاضة فلسطينية؛ نصرةً للأسرى ولوقف سياسة الاعتقال الإداري والتعذيب والقتل والإهمال الطبي المتعمد". وحذّر قراقع الحكومة الإسرائيلية من "ردة فعل شعبية غير مسبوقة في حال استمرار سياسات التضييق في حق الأسرى وتعرّض أحد الأسرى المضربين عن الطعام منذ فترات مختلفة، لأي مكروه يهدد حياتهم"، وطالب الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم تجاه قضية الأسرى. وشهدت مدن الضفة الغربية الأخرى تظاهرات مماثلة؛ دعماً لقضية الأسرى جرت أغلبها قبالة مقرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتضمنت المطالبة بتدخل دولي للإفراج عن هؤلاء الأسرى. والمشهد نفسه عاشته مدن قطاع غزة؛ حيث دعا رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية إلى "إطلاق يد المقاومة الفلسطينية في داخل الوطن وخارجه من أجل إنهاء معاناة الأسرى". وشرع الفلسطينيون في إحياء يوم الأسير عام 1974، وهو اليوم الذي أُطلق فيه سراح أول أسير فلسطيني محمود بكر حجازي في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين وإسرائيل. وتضع القيادة الفلسطينية قضية الإفراج عن الأسرى خصوصا القدامى والمرضى منهم، ضمن استحقاقات استئناف محادثات السلام مع إسرائيل المتوقفة منذ أكتوبر عام 2010، بسبب الخلاف على الاستيطان.