بالرغم من تواجدها في محور الطريق الوطني رقم 28 على بعد أقل من عشر كيلومتر عن مقر عاصمة الولاية جنوبا، تبقى مزلوق من بين البلديات التي يعاني سكانها من مشاكل، بفعل الاوساخ والمستنقعات التي باتت السمة المميزة لهذه البلدية ومصدر قلق لدى البعض، لما تشكله من خطر على صحة وسلامة المواطنين، فضلا عن مشاكل أخرى أجبرت الكثير من السكان على الهجرة وتعليق لافتات بيع أو كراء سكناتهم هروبا من هذا الواقع. معاناة سكان مدينة مزلوق، تعود بالدرجة الأولى الى المحيط البيئي الذي تسبب في تدهور الاوضاع المعيشية بمختلف الاحياء، والتي انعكست سلبا على يوميات المواطنين الذين أجبر البعض منهم على الهجرة نحو عاصمة الولاية سطيف، فيما فضل البعض الآخر العودة الى القرى والمداشر عن العيش بمزلوق، التي باتت الظروف المعيشية بها شبه مستحيلة، فإلى جانب انتشار الاوساخ في كل مكان، فإن وضعية الطرقات جد متدهورة، لاسيما بتجزئتي 128 و129 مسكن، اللتين بات من المستحيل سلوك طرقاتها التي هي عبارة عن اتربة يكثر بها الغبار صيفا وتتحول الى مستنقعات خلال فصل الشتاء واثناء تساقط الامطار، بسبب كثرة الحفر الموجودة في مختلف الطرق الرئيسية والفرعية بالبلدية، وحسب المواطنين فإن هذا الوضع أجبر الكثير منهم على بيع منازلهم والهجرة نحو سطيف، أما البعض الآخر ممن لا يملكون عقودا لبيوتهم، فأصبحوا رهائن هذه الوضعية الإدارية للبلدية، التي اكدت لنا مصادر من هناك عن وجود ازيد من 100 ساكن لا يملكون عقود ملكية، كون هذه المنازل شيدت في ملكية تابعة للدولة، ورغم ان البلدية قامت بشراء هذه القطع الارضية بمبالغ رمزية تصل الى 60 دج للمتر المربع وقيامها بكامل الاجراءات القانونية التي تخول لها استخراج عقود الملكية للمواطنين، إلا أن مديرية الاملاك الوطنية بسطيف لم تقم الى الآن بإجراءات تحويل الملكية إلى البلدية ليبقى المواطن ضحية الإدارة ويعاني من هذه الوضعية التي هي في تزايد مستمر، نفس الامر يتعلق بمنطقة التخزين والنشاطات التي تعاني من فوضى عارمة، جراء التدهور الكبير للطرقات وانتشار اكوام القمامة، فحسب احد المسؤولين بالمنطقة، فإن هذا الوضع ناتج عن الاكتظاظ السكاني الكبير في مساحة ضيقة جدا، خصوصا وان البلدية تعاني من مشكل نقص العقار، كون الاراضي المجاورة تدخل في اطار الاحتياطات العقارية ذات الطابع الفلاحي، لا يمكن التوسع فيها الا بإصدار مراسيم خاصة تسمح بالشروع في ذلك، ومن نتائج ذلك بناء الثانوية بتجزئة 219 المنفصلة عن باقي التجزئات، بسبب الخط المزدوج للسكة الحديدية الذي قسم بلدية مزلوق الى شطرين، وهو ما يشكل معاناة للتلاميذ في التنقل، ويعرض حياتهم لمخاطر كبيرة لانعدام ممرات علوية على خط السكة الحديدية.