نظمت مديرة البالي الوطني الجزائري السيدة ناموس سنوسي فاطمة الزهراء أمس، ندوة صحفية بقصر الثقافة، قدّمت خلالها الخطوط العامة لبرنامج الاحتفال باليوم العالمي للرقص؛ حيث ستقام تظاهرة دولية تمتد من 29 أفريل إلى 2 ماي. وافتتحت اللقاء السيدة شنتوف مديرة قصر الثقافة مفدي زكريا، التي دعت إلى ضرورة الوقوف عند مناسبة اليوم العالمي للرقص المصادف ل 29 أفريل، وذلك من أجل النهوض به، خاصة من حيث التكوين، مع الحرص على ربطه بعنصر الشباب. كما عبّرت المتحدثة عن أملها في أن تكون للبالي الوطني فروع كبالي هافانا بكوبا، الذي له 15 فرعا، كل فرع متخصص في لون من الرقص. وركزت السيدة شنتوف في تدخلها على ضرورة إعادة فن الرقص كمادة تُدرَّس في المدارس من أجل تربية النشء على أبجديات هذا الفن الذي كان حاضرا فيما سبق في مدارسنا، لذلك من اللازم - حسبها - إعادة بعثه بالتنسيق مع وزارة التربية، إضافة إلى فتح ورشات للأطفال للتكوين، هذا الأخير الذي يبدأ عندنا - للأسف - في سن العشرين بدل سن الطفولة. من جهة أخرى، تناولت المتحدثة الجمعيات والمواهب المنتشرة عبر الوطن، والتي تملك طاقات معتبرة يجب فتح الأبواب لها خاصة بالعاصمة. بالمناسبة، اقترحت السيدة شنتوف إقامة الجامعة الثقافية والفنية الصيفية لاستقبال المواهب وتأطيرها وإعطائها فرصة تقديم عرض نهائي مع اختتام فعاليات الجامعة، يكون ذلك في فضاء ثقافي مهم بالعاصمة (اقترحت قصر الثقافة). السيدة سنوسي مديرة البالي الوطني أشادت بمسيرة هذه المؤسسة العريقة التي تعمل بها منذ سبتمبر 1962، فقد احتل البالي الجزائري مكانة مرموقة داخل وخارج الوطن وفي رصيده أكثر من 2500 عرض في أكثر من 60 بلدا، وحاز على العديد من الجوائز والميداليات. تمنت السيدة سنوسي أن تجعل من الرقص التقليدي الجزائري (الفلكلور)، تراثا كلاسيكيا، كما تمنت أن تنجز رائعة “بيادير” العالمية التي تحمل عناصر مشتركة مع تراثنا الجزائري. بدورها، ركزت المتحدثة على أهمية التكوين وتوفير المؤطرين الأكفاء، فالموهبة وحدها لا تكفي، علما أن الجزائر كانت تكوّن في الرقص إلى غاية 1985 (مدرسة برج الكيفان)، ليصبح الباليه اليوم رهينة، في بعض الأحيان، بعض الكفاءات الراقصة التي تطعم الباليه. كما استغلت المتحدثة الفرصة لاستعراض أهمية هذا الفن الذي هو جزء من هويتنا الثقافية والاجتماعية. السيدة سنوسي بينت أيضا أهمية الاحتفال بهذا الموعد خاصة هذه السنة، حيث سيتم استقبال فرق من إسبانيا وتونس والمغرب وتركيا إضافة إلى الباليه الوطني وعدة جمعيات وفرق محلية، كما سيتم تنظيم ورشات تكوين ومحاضرات ينشّطها أساتذة وفنانون جزائريون وأجانب، ومعارض للباس التقليدي وللتراث الوطني، علما أن كل هذا يندرج ضمن هذه التظاهرة التي تحمل شعار “حرية”. واختُتمت الندوة بتدخل للأستاذة ماية سعيداني مديرة الأبحاث بالمركز الوطني للبحوث في علم الإنسان وما قبل التاريخ والتاريخ، التي أكدت أن الرقص راسخ في ثقافتنا منذ آلاف السنين، وأن أرقى وأغنى أنواع الرقص في العالم يمثل العادات والتقاليد والعقائد، مستعرضة تجاربها العلمية في هذا المجال، سواء مع اليونسكو أو مع أكاديمية الموسيقى العربية وغيرها من المؤسسات والمهرجانات.