شرعت مصالح الأمن منذ أمس في حملة واسعة لغلق جميع دور الحضانة غير المرخصة والتي دخلت في نشاط "كلونديستان" مستغلة الأوضاع التي تعرفها دور الحضانة العمومية والخاصة والتي تعرف اكتظاظا كبيرا، مما أدى إلى وقف عمليات التسجيل بها بشكل سريع.وقد أحصت مصالح ولاية الجزائر ما يزيد عن 20 روضة فوضوية بالعاصمة فقط لا تتوفر على تراخيص الاستغلال الضرورية ولا تتوفر على الشروط والظروف اللازمة لاستقبال الأطفال من مقرات وإمكانيات مادية وبشرية تتلاءم وهذا النوع من النشاط. ويناء على طلب من مصالح ولاية الجزائر، تلقت مصالح أمن ولاية الجزائر تعليمات من المديرية العامة تطالبهم بالشروع الفوري في غلق جميع المقرات والمستودعات وحتى الفيلات التي حولها أصحابها ومالكوها إلى دور للحضانة لاستقبال الأطفال ما دون سن السادسة وبتكاليف تقارب أو تفوق تلك المتعامل بها من قبل دور الحضانة العمومية والتي يفوق عددها ال 35 مقرا موزعة عبر عدد من بلديات العاصمة في انتظار استلام نحو ثمانية مقرات جديدة. ورغم عدم حصولها على التراخيص والوثائق الضرورية إلا أنها استقبلت عددا من الأطفال وقد وصل بعضها إلى مستوى التشبع بسبب غياب مرافق مماثلة في الأحياء والبلديات المجاورة أو امتلاء تلك الموجودة أصلا وهو ما اضطر الأولياء إلى القبول بالوضع الراهن ودور الحضانة "الفوضوية" التي سدت العجز المسجل في هذه المرافق، كما أن تكاليفها تقارب تلك االتي يتعامل بها القطاع العمومي ولا تتعدى أسعار القطاع الخاص. وقد شهدت دور الحضانة المرخصة التابعة للقطاع العمومي ال 35 المنتشره على مستوى العاصمة بداية الشهر الجاري توافدا كبيرا للأولياء المقبلين على تسجيل أبنائهم غير أن أغلبهم صدموا بامتلاء القوائم ساعات قليلة بعد فتحها، حيث تهافت الأولياء منذ الساعات الأولى على تسجيل أبنائهم خوفا من ضياع الفرصة وبالتالي اضطرارهم إلى التوجه نحو دور الحضانة التابعة للخواص والتي تعرف هي الأخرى اكتظاظا رغم فارق السعر الكبير بينها وبين نظيراتها العمومية. وبررت العديد من المشرفات على دور الحضانة وقف عمليات التسجيل بالاكتظاظ الكبير الذي تعرفه هذه المؤسسات التربوية التي لا يتجاوز عددها ال 35 دار حضانة مع ارتفاع عدد الأطفال المسجلين والمقبلين عليها مقارنة بالسنة الماضية وهو ما أخلط أوراق هذه المؤسسات التي وقفت عاجزة أمام تسوية طلب العدد الكبير من المقبلين على التسجيل وإرضاء الأولياء. للعلم، فقد منعت تعليمة صادرة عن المؤسسة العمومية لتسيير المنشآت ما قبل المدرسية لولاية الجزائر التسجيل المسبق للأطفال، أي قبل دخول شهر سبتمبر وهو الأمر الذي أدى إلى تزاحم في عمليات التسجيل وقد برر المسؤولون هذه التعليمة بالخطوة العادلة للحيلولة دون منح امتيازات لبعض الأولياء بالتسجيل المسبق وإعطاء فرصة الالتحاق بدور الحضانة لكل العائلات الراغبة دون تمييز. من جهتها، عبرت العديد من العائلات وأولياء الأطفال عن تذمرهم جراء توقيف التسجيلات الخاصة بالأطفال الصغار على مستوى دور الحضانة المنتشرة بولاية الجزائر والتي أوقفت جميعها عمليات تسجيل الأطفال التي شرع فيها في الفاتح سبتمبر الجاري، فيما عبرت العائلات المحظوظة بمقعد لأبنائها بدور الحضانة عن تفاجئها واستيائها للزيادة غير المعلنة لتكاليف الروضة والتي وصلت في بعض الأماكن إلى حدود ال 4500 دج للطفل الواحد عوض 3000 دج و4000 المطبقة في السنوات الماضية، أي بزيادة ألف دج أو 1500 دج كاملة مع الرفع من قيمة تأمين الطفل بنسبة مائة بالمائة لتصل حدود 1000 دج عن كامل الموسم التربوي عوض 500 دج، وتضاف إلى هذه النقاط إلغاء بعض الامتيازات التي كان يستفيد منها الأولياء على غرار تخفيض تكلفة المقعد إذا تعلق الأمر بالأطفال التوائم، إضافة إلى تسجيل واستقبال الأطفال المتمدرسين خلال وجبات الغذاء والتي تم إلغاؤها هذا الموسم بسبب الاكتظاظ المسجل بدور الحضانة.