يمس ارتفاع الضغط الدموي 35.3% من الجزائريين البالغة أعمارهم 25 سنة فما فوق، حسب دراسة متخصصة أجريت قبيل سنوات من طرف الجمعية الجزائرية لارتفاع الضغط الشرياني، التي يؤكد رئيسها البروفسور احسن شيبان، أنه لا بديل عن التوعية لإيقاف زحف ”القاتل الصامت”، كما يسمى، إضافة إلى التأسيس لثقافة صحية حول هذا المرض وسط تلاميذ المدارس، عن طريق إدراج مقررات حول حفظ الصحة العمومية ضمن المناهج الدراسية. قال البروفسور احسن شيبان أول أمس بمنتدى يومية ”دي كا نيوز”، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لارتفاع الضغط الدموي، المصادف ل14 ماي من كل سنة، إن عاملَي التحسيس والوقاية يمثلان أحسن حل لإيقاف الانتشار الواسع لمرض ارتفاع الضغط، الذي يوصف بالقاتل الصامت؛ لأن ليس له أعراض واضحة، في الوقت الذي تكون تعقيداته ثقيلة على الصحة؛ لأنه يسبب الشلل الدماغي، القصور القلبي وحتى القصور الكلوي، وكلها أمراض تؤدي إلى الوفاة. ويفسر البروفسور شيبان الانتشار الواسع لارتفاع الضغط الدموي بتغيّر النمط المعيشي عموما، بما في ذلك الأكل المشبَّع بالدهون والسكريات والمملحات إلى جانب قلة الحركة، هذان العاملان لهما علاقة مباشرة بالبدانة، التي تشير الأرقام بشأنها إلى أنها تمس ثلث أطفال الجزائر. ففي دراسة إحصائية شملت ما يزيد عن سبعة آلاف طفل أقل من 16 سنة من مختلف ولايات الوطن أجرتها الجمعية الجزائرية لارتفاع الضغط الشرياني مؤخرا، بيّنت أن ما يفوق 30% من أطفال الجزائر يعانون من أخطار السمنة، التي يعتبرها الأطباء من أخطر الأمراض المزمنة التي يؤدي عدم علاجها إلى ظهور أعراض خطيرة عند الأطفال تحديدا، ”وعلى هذا الأساس تطالب الجمعية بإدراج مناهج تربوية حول التثقيف الصحي في المقررات الدراسة لتلاميذ الطور الابتدائي، فهؤلاء هم الأكثر عرضة للسمنة بسبب النمط الغذائي المُعتمد، لذلك فكرنا في توعيتهم وتحسيسهم بأهمية التغذية الصحيحة والنشاط البدني تفاديا لعدة أمراض، وعلى رأسها الأمراض القلبية التي تأتي في صدارة سببية الوفاة في الجزائر”، صرح البروفسور شيبان ل ”المساء” على هامش الندوة. وتشير أرقام الجمعية كذلك إلى أن ارتفاع الضغط يمس 10% من الفئة العمرية بين 20 و30 سنة، بمعدل إصابة واحدة من كل 10 شباب، في الوقت الذي ترتفع النسبة إلى 50 % للفئة العمرية من 50 سنة فما فوق، بمعدل إصابة شخص من كل اثنين ”ما يعني أنه كلما تقدم العمر يزداد خطر الإصابة بارتفاع الضغط؛ ما يعني أن الأرقام المقدَّمة تبقى نسبية، لأن الدراسات أجريت قبل سنوات، وهو ما يدعو جمعيتنا لإجراء دراسة أخرى قريبا لتحيين المعطيات”، يقول البروفسور احسن شيبان. جدير بالإشارة أن منظمة الصحة العالمية حددت يوم 17 ماي من كل عام ليكون اليوم العالمي لضغط الدم؛ بهدف تسليط الضوء على مدى خطورته والتوعية به، حيث إن الوقاية منه سبب رئيس لتفادي كثير من المخاطر الصحية المرتبطة به، والتي من أهمها السكتة الدماغية وأمراض القلب والكلى. وقد بينت الدراسات العالمية إصابة أكثر من 1,5 مليار نسمة في جميع أنحاء العالم بهذا المرض، وأن حوالي 7 ملايين شخص يموتون سنويا بسبب ارتفاع ضغط الدم.