تقنية البيولوجيا الجزئية للتكفل بسرطان الدم النخاعي الشوكي المزمن صرح يزيد حجاج مدير المخبر السويسري ”نوفارتيس لعلم الأورام”، أن البيولوجيا الجزيئية تقنية هامة جدا، تسمح بالحصول على تشخيص محكم ومتابعة دقيقة لحالات سرطان الدم النخاعي المزمن، التقنية التي أطلقها المخبر ويحتضنها مستشفى بني مسوس الجامعي. وعلى هامش ندوة متبوعة بنقاش نُظمت بمنتدى يومية ”د ك - نيوز”، أكد السيد حجاج أن التكفل بهذا المرض المزمن يستدعي تعاون كل الجهات الوصية، لاسيما الصيادلة والمخابر والأطباء وحتى العائلات، حيث استحسن دور الحركات الجمعوية التي تنشط في هذا المجال. وأضاف أن دور مشروع ”طاس ماكس” الذي أطلقه مخبر ”نوفارتيس”، هو محاولة إعطاء للأشخاص المصابين بسرطان الدم النخاعي المزمن على مستوى الجزائر، فرصة تشخيص وعلاج هذا المرض بنفس المقاييس التي تعمل بها الدول الاخرى، دون عناء التنقل إلى الدول المجاورة، التي تقدَّر تكاليفها ابتداء من 35000 دينار للتشخيص الواحد، علما أنه يستدعي أربعة تشخيصات. هذا المشروع يدخل في إطار الشراكة بين مخبر ”نوفارتيس” ووزارة الصحة وإصلاح المستشفيات بهدف إدخال تقنية تشخيص جديدة، تعمل على التكفل بسرطان الدم والنخاع الشوكي المزمن في مستشفيات الوطن. وأشار السيد حجاج إلى أن هذه التقنية سمحت لحوالي 69 مصابا بسرطان الدم النخاعي المزمن في كل من سطيف، عنابة، وهرانوالجزائر العاصمة، بتحاليل طبية خاصة ودقيقة على مستوى المخبر المركزي للبيولوجيا الطبية بمستشفى بني مسوس الجامعي. وأضاف المتحدث أن مشروعا ثانيا سوف يجسَّد على أرض الواقع قريبا، يتمثل في إنشاء مخابر مماثلة في ربوع الوطن انطلاقا من ولاية وهران بعد حوالي شهر من الآن، لتمكين المصابين بهذا الداء من العلاج في المراكز الطبية القريبة منهم، لتمسّ بعد ذلك كلا من ولاية سطيف، عنابة، البليدة وتيزي وزو، وسوف يتم مستقبلا إنشاء مخبر متخصص في كل مستشفيات الوطن. وأضاف حجاج أن العمل بتقنية البيولوجيا الجزيئية انطلق في شهر أفريل الماضي، تزامنا مع تعيين المخبر المركزي للبيولوجيا الطبية ببني مسوس، كمخبر ذي مقاييس عالمية، علما أن هذه المطابقة في المقاييس التي تشرف عليها عالميا مخابر ”نوفاريس” للأنكولوجيا؛ ”علم الأورام”، سمحت للعديد من المصابين بسرطان الدم النخاعي المزمن، بالاستفادة من العلاج في الجزائر باعتماد نفس طرق العلاج الذي تشرف عليه كذلك ذات المخابر. يُذكر أن سرطان الدم النخاعي المزمن يُعتبر أحد أندر أنواع سرطانات الدم والنخاع الشوكي. وتحصي الجزائر 250 حالة جديدة له سنويا، علما أنه يسجَّل عادة عند من تجاوز ال 50 سنة. واعتبر نفس المتدخل أن هذا المرض كان في وقت سابق مفضيا للوفاة، لكن ابتداء من سنة 2007 أصبح مرضا مزمنا فقط ويمكن علاجه. وبخصوص مسألة التشخيص، شرح المتخصص ما يجب اتباعه من طرف أي مريض يعاني من ظهور كدمات أو بقع حمراء على الجلد دون أي سبب، أو ضيق في التنفس خلال أي نشاط بدني أو تورم للثة ونزيف الأنف، حيث أشار إلى ضرورة الخضوع لاستجواب طبي يضم التشخيص والتاريخ الصحي للمريض، ثم الفحص العيادي الذي يأخذ بعين الاعتبار الآثار الجانبية التي قد تواجه المريض، والمخاطر التي قد يتعرض لها أثناء انطلاق العلاج. في هذا الصدد، ذكر السيد حجاج أن سرطان الدم النخاعي ينتشر بمعدل سريع جدا، وعلى هذا الأساس لا بدء من بدأ العلاج فور تشخيص أولى علامات هذا السرطان المزمن. والجدير بالذكر أن ”نوفارتيس” تعمل على إطلاق مشروع جديد تحت اسم ”ساس ماكس 2” ذي مقاييس أكثر تطورا، يعمل على تشخيص سرطان الدم النخاعي الشوكي المزمن خلال ساعتين فقط، من خلال جهاز ”جان إكسبير” سهل الاستعمال، سيسمح أيضا بتشخيص وعلاج العديد من الأمراض الأخرى.