تسببت الكلمة التي ألقاها ممثل الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية طالع السعود الأطلسي، خلال افتتاح أشغال المؤتمر الخامس لجبهة القوى الاشتراكية، أول أمس، في موجة غضب لدى بعض مناضلي الحزب وكذا بعض المدعوين من ممثلي المجتمع المدني. ممثل الحزب اليساري المغربي، الذي دعي لإلقاء كلمة مثل باقي ضيوف الحزب من المغرب وتونس وفلسطين وفرنسا، شبه زعيم الأفافاس، السيد حسين آيت أحمد، ببعض المناضلين المغاربة مثل المهدي بن بركة، لكنه مافتئ يفاجئ كل الحاضرين في المؤتمر، عندما شبه الزعيم التاريخي بشخصية مغربية، قال إنها "عملت على تحرير الصحراء المغربية". وواصل كلامه بتقديم التحية لجبهة القوى الاشتراكية على موقفها من قضية الصحراء الغربية، في تلميح غريب يوحي بأن الأفافاس أقرب إلى الطروحات المغربية بهذا الخصوص، قائلا: "أحيي جبهة القوى الاشتراكية التي نأت بنفسها عن التدخل في قضية انفصال الصحراء"، حسب زعمه! كلام أغضب الكثير من مناضلي الحزب، الذين دعا بعضهم السياسي المغربي إلى مغادرة القاعة، لعدم احترامه أصول الضيافة، صارخين في وجهه "إرحل". كما هتف بعضهم الآخر بأعلى صوت "الصحراء صحراوية"، وفضل آخرون الانسحاب من قاعة المؤتمرات للتعبير عن رفضهم لما جاء في كلمته، وهو نفس رد الفعل الذي لوحظ لدى بعض ممثلي المجتمع المدني المدعوين لحضور المؤتمر، الذين بدا عليهم الانزعاج وسارعوا إلى مغادرة الخيمة التي احتضنت الأشغال، احتجاجا للكلام غير المسؤول الصادر عن ممثل الحزب المغربي. وفي رده على أسئلتنا حول موقف الأفافاس مما قاله ممثل الحزب المغربي، قال مسؤول الإعلام السيد شافع بوعيش، إن ممثل الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبي دعي للحضور كغيره من الضيوف، مضيفا "نحن كحزب نحترم كل ضيوفنا ولايمكن أن نتدخل في كلمتهم". بالمقابل، اعتبر أن موقف جبهة القوى الاشتراكية من القضية الصحراوية "واضح"، مشيرا إلى أنها "تدعو دوما إلى الفصل في القضية عبر الأممالمتحدة". من جانبه، وقبيل اختتام أشغال الجلسة الافتتاحية، قدم السكرتير الأول للحزب السيد علي العسكري توضيحا، جاء فيه أن الأفافاس يناضل من أجل إنشاء فضاء متوسطي في كنف السلم، وأنه يحرص على بناء المغرب الكبير في إطار "الاستقلالية وتقرير المصير لكل شعوب المنطقة...فهكذا نبني حلم بناء المغرب العربي الكبير".