كشف حزب جبهة القوى الاشتراكية عن إستراتيجيته النضالية المستقبلية من خلال العودة إلى البحث عن البعد المغاربي مثلما حدث مع بيان أول نوفمبر 1954، حيث فضلت تشكيلة السيد آيت أحمد دعوة معارضين من تونس والمغرب ومنحهم الكلمة للحديث عن التحولات التي تنتظر المغرب العربي الكبير وبلدانه. وقد خاض ممثلو الحزب التقدمي الديمقراطي التونسي والحزب الاشتراكي المغربي من أجل القوات المسلحة الشعبية في مسار توحيد شعوب المغرب العربي وإيجاد سبل الخروج من الأوضاع الحالية التي يميزها الانغلاق وتردي الأوضاع الاجتماعية والسياسية. وتقاطع أصحاب الكلمة أمس في تجمع «الأفافاس» بقاعة الأطلس بباب الوادي على ضرورة وقف إراقة الدماء في ليبيا ونددوا بحكم القذافي. ويظهر من خلال البرنامج المسطر لجبهة القوى الاشتراكية توفير الصدى الإعلامي الكبير للتجمع وتفادي الاقتصار على مشاركة ''الأفافاس'' الذي قد يجعل من التغطية الإعلامية ضعيفة ومنه الوقوع فيما وقع فيه ''التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية'' الذي فشل في هذا المجال لإقناع الشعب الجزائري بالخروج في مسيرات تأييدا لمطالبه. وطافت «الشعب» بمختلف أجنحة قاع الأطلس للوقوف على الشعارات التي رفعها حزب جبهة القوى الاشتراكية وتبين لنا أن الشعارات حملت مضامين سياسية تطالب بضرورة التغيير وفتح الحريات والالتفاف حول الجزائر. وخلت الشعارات المرفوعة من أية دعوة للعنف وجاء فيها على سبيل المثال: ''نعم للحرية، للكرامة، للعدالة، للمساواة والتضامن'' و''الجزائريات والجزائريون يريدون تغييرا جذريا وسلميا''. وامتدت الشعارات لتأخذ بعدا مغاربيا حيث رفعت راية كتب عليها «من أجل مغرب كبير ديمقراطي» كما كتب على شعارات أخرى «من أجل جمهورية ثانية». ورفع مناضلو حزب جبهة القوى الاشتراكية صور زعيم الحزب التاريخي آيت أحمد ورددوا مطولا شعارات مناوئة للنظام والسلطة داعين إلى تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. واستثمر حزب جبهة القوى الاشتراكية في مشاكل الطلبة والجامعة لاستمالتهم وكسب ودهم جريا وراء توسيع القاعدة النضالية للحزب وتحقيق الانتشار. وفسح الحزب المجال لطالبين من جامعتي سطيفوالجزائر للحديث عن الواقع المزري الذي تعرفه الجامعة ومساوئ نظام «أل.أم.دي» والإضرابات التي عرفتها المدارس العليا بسبب تسمية الشهادات ومعادلتها بين النظام القديم والجديد، وهو ما يعكس رغبة ''الأفافاس'' في الاستعانة بفئات الشباب الجامعي تحسبا للانتخابات المقبلة. وعرف تأخر إلقاء الأمين العام الوطني ل''لأفافاس'' كريم طابو لكلمته التململ في القاعة مع احتجاج البعض على توسيع المشاركة حيث أدى ضيق القاعة وكثرة الوافدين إلى نشر نوع من الفوضى خاصة وانه في كل مرة يطلق الحضور الحرية لأنفسهم من خلال ترديد الشعارات والهتافات. ويذكر أن رجال الأمن الذين انتشروا في الشوارع المحاذية لقاعة الأطلس قد وفروا تنظيما محكما لتجمع «الأفافاس» منذ الساعات الأولى من الصباح تجنبا لأية أمور طارئة.