صدى الملاعب، ملاعب العالم، ساعة رياضة... عناوين إعلامية رياضية كثيرة مثيرة، تجلب إليها ملايين المتفرجين عبر العالم من محبي ومناصري الفرق الرياضية والرياضيين، يحرقون أعصابهم وأعصاب محيطهم العائلي، ومن لم يعجبه الهول والإثارة والصياح والتصفير فليرحل ويترك البيت أو الحي للمناصرين والمشجعين وأشباه الرياضيين. نرى الشباب يقلّدون مشاهير اللاعبين ويتشبهون بهم، يحاكونهم في نوعية لباسهم وتسريحة شعورهم وحركاتهم، ويحلمون بهم وبلقطاتهم المثيرة البارعة، كلٌّ له ليلاه، وكلٌّ له حصان طروادته.. في الأماكن العمومية والجامعات والثانويات تثار النقاشات حادة، والجدال حول اللاعبين وأخطاء الحكام في تحليلات واستنباطات وإخراج بارع لكل المقابلات وفي جميع التخصصات الرياضية... إدمانٌ ما بعده إدمان، و«من الحب ما قتل”!... ولو قُدّر لنا وتحرّينا الحقيقة الصحية لهؤلاء لوجدنا الكثير منهم أصيب بضغط الدم أو مرض السكري أو مرض القلب، وكان الأجدر بهم أن يقلّدوا اللاعبين رياضيا لا شكلا، فيقيموا بعد المباراة معسكرات رياضية لتفريغ شحناتهم وإراحة قلوبهم وحرق سكّرهم، الذي لو جُمع لحلَّى البحر ولجعله عذباً. فالدعوة الآن موجَّهة للشباب وحتى الكهول منهم ومن به مسٌّ من الهوس الرياضي النظري، إلى أن يحوّلوا اهتمامهم أوّلا إلى ممارسة الرياضة الفكرية والجسدية الذاتية قبل وبعد المشاهدة والمناصرة والتشجيع، عندها يكونون قد اصطادوا عصفورين بحجر وفازوا بالحُسنيين.