أصبح التسوق ظاهرة لصيقة بالنساء، حيث لا تكاد الأسواق والمحلات عبر مختلف شوارع العاصمة تخلو من العنصر النسوي، الذي يفرض وجوده بقوة على مدار أيام الاسبوع، مما يوحي بأن التسوق قد تحول الى إدمان لدى بعض النسوة·· والإدمان غالبا ما يعكس ظاهرة غير صحية تخفي وراءها شيئا ما· الواقع أن أسواق العاصمة أضحت في السنوات الأخيرة، غنية بمختلف السلع، بدءا بالأزياء العالمية الراقية ومستحضرات التجميل والعطور والأدوات الكهرومنزلية، وانتهاء بالسلع البسيطة التي يعرضها الباعة المتجولون على الأرصفة، ويضاف الى كل هذا، الجو المشحون بالتنافس ومحاولات الإغراء، خاصة في موسم التخفيضات، حيث تتعالى في الآذان همسات تلح على اقتناء الكثير من السلع··· وفي هذا الإطار، جاءت إجابات بعض المستجوبات، لتكشف أن كثرة المعروضات وتنوعها تصيبهن بهوس الشراء، خاصة في مواسم التخفيضات·· ويصل الأمر إلى حد شراء الكثير من السلع التي طالها التخفيض·· وأخيرا، بعد أن ينتهي مشوار التسو ق، يجدن أنفسهن في أحيان كثيرة أمام سلع وملابس لا يحتجنها بالضرورة·· أو أنها لا تناسب ذوقهن ومقاسهن·· حينها قد يقبل الندم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع· وتقر (س· ف) طالبة بمعهد علم النفس، أن التسوق يحدث لديها رغبة ملحة في اقتناء مواد التجميل، الحقائب، العطور والأحذية·· فهذه السلع تمثل نقطة ضعفها، وتسترسل "حتى لو كسبت الملايير من هذه السلع، إلا أنني سأظل مواظبة على شرائها، إذ لا أستطيع مقاومة إغراءاتها رغم أنها تستنزف جزءا كبيرا من ميزانيتي ، فالمرأة بطبيعتها تحب أن تبدو في كامل أناقتها"· أما (م· ح) أستاذة جامعية، فتقول "أنا مدمنة على شراء ملابس وألعاب الأطفال، رغم أني عازبة، حيث أهديها إلى أبناء أشقائي أو أحتفظ بها لأقدمها هدية في بعض الأحيان·· ثم أعاود الكرة كلما وجدت أحسن منها في المحلات والأسواق ·· لا أجد تفسيرا لهذه العادة، لكن الأكيد أنها تحقق لي متعة خاصة"· وترى (ريحان· أ) فتاة موظفة، أن راتبها لا يسمح لها باقتناء الكثير·· لكن بالمقابل ثمة صوت بالداخل يلح عليها ويحول دون تمكنها من قهر جاذبية الملابس، عندها تستلم سياسة التقشف لهوس الشراء الذي لا يأخذ الإمكانيات المالية بعين الاعتبار، ولا يفرق بين الضروريات والكماليات على مدار العام! وتضيف "يعد التسوق في كثير من الأحيان متنفسا لنسيان هموم الحياة اليومية، تغيير الأجواء وتفريغ شحنات الضغط النفسي المتراكمة، جراء متاعب العمل والرتابة، وكذا بعض المشاكل·· فأنا شخصيا أعتبره فضاء لامتصاص المكبوتات والانفعالات"· وإذا كان التسوق يدعم رغبة الاستهلاك لدى الأفراد، وخاصة المرأة، بحكم كثر ة الأسواق النسائية مقارنة بالرجالية، إلا أن الإدمان يعكس حالة مرضية قد تستدعي ضرورة التدخل العلاجي، إذ يصنفها بعض الأطباء النفسانيين ضمن الأمراض الموروثة، باعتبار أن هوس الشراء يعكس سلوكا استحواذيا يقود المرء إلى الاندفاع إلى اقتناء ما لا يحتاجه·