الفنان الكوميدي “حميد شنين” ابن الباهية وهران، أحد أعضاء فرقة “بلا حدود” الفكاهية التي ذاع صيتها خارج الحدود, في ال53 سنة من عمره، يشتغل ببلدية وهران ويرأس الجمعية الثقافية “ملتقى الفنانين”، هو عصامي، اكتشف حبه للكوميديا وقدرته على إضحاك غيره منذ الصغر، غذّته جلسات الأصدقاء التي كان يملأها مرحا، ودخل المسرح ولم يكن يتجاوز 10 سنوات. المساء: نبدأ من جديد الفنان حميد شنين؟ حميد شنين: هناك بعض المشاركات في أعمال فكاهية، سوف تُعرض بالقنوات الوطنية العمومية والخاصة خلال شهر رمضان المقبل. في أكثر من دور شاهدنا حميد بائعا بأحد الأسواق، هل هو عفوي؟ (يضحك).. لا، في الحقيقة ليس عفويا.. فأنا كنت أحب أن أقحم هذا الدور في الأعمال الكوميدية التي كانت تُعرض عليَّ؛ لأنني قد مارست في بدايتي بيع السمك عندما غادرت مقاعد الدراسة وأنا في السنة الثانية ثانوي، وكنت مجبرا حينها على إيجاد وسيلة رزق لأقتات منها، وخلال عملي بهذه المهنة صادفت الكثير من الأحداث الطريفة التي وظّفتها في أعمالي الكوميدية، وكانت الفكرة صائبة. بما أنك ولجت عالم المسرح في سن مبكرة، لِم لَم تنضمَّ إلى المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران؟ في الحقيقة، مشاركتي في فرقة“بلا حدود” هي التي حققت نجاحا باهرا ونالت إعجاب المشاهد الجزائري من خلال الحصص الكوميدية التي كانت تنتجها محطة وهران التلفزيونية خلال التسعينيات. وبعدها شاركت في أعمال عديدة جعلتني لا أجد الوقت للانضمام إلى المسرح وهران رغم أن الفكرة قد طُرحت عليَّ، وأقول: كلُّ شيء نصيب. كيف بدأت فكرة إنتاج سلسلة “بلا حدود” الفكاهية؟ الفكرة كانت مشتركة بين المخرج ناصر لبيوض وعدد من المثلين بوهران، على غرار كل من عباس وعابد رحمهما الله وحزيم ومصطفى ومحمد وغيرهم، وكانت الفرقة تعمل بتنسيق رائع، مما أهّلها لأن تصبح من أنجح الحصص الفكاهية خلال الفترة الصعبة التي مرت بها بلادنا، وهذا شجّعنا على الاستمرار، ولاتزال تلك الأعمال مرغوبا فيها ومحبَّبة عند الجمهور الجزائري إلى يومنا هذا، وكانت بالنسبة لي أجمل أيام اشتغلت فيها في عالم التمثيل. أنت وحزيم ومصطفى صنعتم ثلاثيا ناجحا، لماذا افترقتم؟ نعم، حققت أعمالنا الكوميدية معا نجاحا وشهرة في البداية، لكنّ لهذا النجاح ثمنا؛ فعندما تضاربت المصالح واختلفت عروض العمل كلُّ واحد منا شق طريقه على الصعيد المهني، لكن إنسانيا، نحن على تواصل ولازلنا أصدقاء، وقد وقفت إلى جانب حزيم في مرضه وكنت أزوره باستمرار عندما رقد بمستشفى بن زرجب، والحمد لله أنه تعافى وعاد إلى بيته وسط عائلته. أنت موظف ببلدية وهران إلى جانب التمثيل، هل هذا يعني أنه لا يمكن الاعتماد على التمثيل لضمان المستقبل؟ نعم، الفن على العموم واسع بمجالاته، فهناك من شكّل من خلاله ثروة، وأنا شخصيا عندما وُظفت ببلدية وهران فضّلت أن أستمر في وظيفتي حتى وإن كانت بسيطة. ماذا تمثل لك مدينة وهران؟ أنا أحب هذه المدينة المعطاءة، ولا أتصور نفسي أعيش في مدينة غيرها رغم أنني زرت العديد من عواصم العالم خلال جولاتي الفنية إلا أنني لا أجد نفسي إلا في مدينة وهران، التي وُلدت وترعرعت فيها. كيف يرى حميد شنين واقع الكوميديا في بلادنا؟ أنا أعترف بأن هناك طاقات شبانية هائلة في الكوميديا ببلادنا ولكنها تحتاج إلى من يكتشفها ويدعّمها عن طريق التكوين رغم بعض المبادرات التي بدأت تظهر بالقنوات التلفزيونية الخاصة، على غرار “قهوة الڤوصتو” و«توب سكاتش” الموجَّهة لاكتشاف المواهب الشابة، لكنها غير كافية، لأننا بحاجة إلى فتح مدارس للتكوين في فن الكوميديا، تساعد الشباب الهاوي لهذا النوع من الفن على شق طريقه. ماذا يمكن أن تقوله في ختام هذا اللقاء؟ أريد قبل ذلك أن أطلب من القائمين على رأس الثقافة بولاية وهران والسلطات المحلية، أن تهتم بالثقافة بهذه الولاية التي تباهي بجمالها مدن الحوض المتوسط وتُعتبر الثقافة إحدى دعائم النجاح السياحي بها. وأشكر جريدة “المساء” على منحي فرصة لقائي مع قرائها، وأتمني أن تنال أعمالي دائما رضى الجمهور الذي أعتز بمحبته لي، والتي يترجمها عند لقائي به.