يلتقي المنتخب الوطني الجزائري اليوم بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة نظيره البوركينابي في مباراة ودية، ستكشف بنسبة كبيرة الحالة البدنية الحقيقية التي يتواجد فيها ”الخضر” قبل أسبوع فقط من الموعد (9 جوان) الهام والحاسم الذي سيجمعهم بالفريق الوطني البنيني بملعب هذا الأخير، والخاص بتصفيات كأس العالم 2014، علما أن مجموعة المدرب حليلوزيتش تنتظرها مباراة ثانية أخرى بروندا يوم 16 جوان القادم. وكان ”الخضر” قد أنهوا أمس فترة التربص القصيرة التي انطلقوا فيها الخميس الفارط بالمركز التقني لسيدي موسى التابع للفاف، غير أن المدرب وحيد حليلوزيتش لم يتمكن من جمع في وقت زمني واحد كل التعداد الذي دعاه إلى المجيئ إلى هذا التربص الذي التحق به اللاعبون تباعا وبفترات زمنية متباعدة. وقد أعاق هذا الوضع برنامج العمل الذي أعده التقني البوسني، وأول ما تفاجأ به هذا الأخير الإصابات المختلفة التي يعاني منها بعض اللاعبين على غرار المدافع بلكالام والحارس زيماموش والمهاجم جابو، الذين تُستبعد مشاركتهم في اللقاء ضد بوركينافاسو، فضلا عن غياب فيغولي ولحسن وإبراهيمي بسبب التزاماتهم مع نواديهم في المنافسة الإسبانية. ويبدو أن حليلوزيتش تعمَّد ترك هذا الثلاثي يشارك في اليوم الأخير من البطولة الإسبانية لكي يرفع اللاعبون من درجة استعدادهم البدني في وقت يتواجد زملاؤهم في المنتخب الوطني في راحة تامة منذ تخلّصهم من المنافسة الرسمية. البعض يشكون من الإرهاق بعد مشاركتهم في موسم شاق للغاية، وآخرون يعانون من ضعف المنافسة لقلة مشاركتهم مع أنديتهم. وقد أرغمت كل هذه العوامل حليلوزيتش على إعداد برنامج عمل متنوع ارتكز على التحضيرات الفردية والجماعية، حاول من خلالها الوقوف على الحالة البدنية لكل عناصره، غير أن نظرته حول مدى جاهزية تعداده ستتضح أكثر خلال اللقاء ضد بوركينافاسو، لا سيما أن المنتخب الوطني سيواجه نائب بطل إفريقيا، والذي حل بالجزائر بكامل تعداده من أجل تسجيل نتيجة إيجابية، يريد من خلالها تأكيد مكانته على المستوى القاري. ولا شك أن الأيام القليلة التي تفصلنا عن المباراة ضد البنين (9 جوان) ستكون حاسمة للمدرب حليلوزيتش ومجموعته المطالَبة ببذل مجهودات كبيرة من أجل تدعيم استعدادها البدني، خاصة أنها تدرك مدى صعوبة اللعب في مناخ ساخن جدا تصل حرارته إلى 35 درجة، وتتعدى ذلك في بعض الأحيان، ولن يختلف الأمر أيضا بالنسبة للمباراة الثانية التي تنتظر الفريق الوطني الجزائري برواندا، وستتوقف المراهنة في كلا الموعدين على تسجيل انتصار وتعادل، ويُعد ذلك نتيجة كفيلة بالحفاظ على نسبة كبيرة للتأهل لمونديال البرازيل قبل المواجهة الحاسمة والأخيرة في المجموعة ضد منتخب مالي بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. وقد أكد كل اللاعبين الذين شاركوا في تربص سيدي موسى، على رغبتهم في مساعدة الفريق الوطني على تخطّي بنجاح محطتي البنين ورواندا، خاصة أن البعض متعودون على مباريات القارة السمراء، ومكّنهم ذلك من كسب تجربة ستساعدهم على تجاوز الصعوبات التي قد تواجههم في المنعرج الأخير من تصفيات كأس العالم 2014.