لم يجد فريق المجمع البترولي أدنى صعوبة في إضافة لقب وطني جديد إلى سجله الحافل في عالم كرة اليد الجزائرية، وقد تسنّى له الفوز بالنسخة الجديدة لبطولة القسم الممتاز بعد فوزه، أمسية أول أمس بقاعة قصر الرياضات حمو بوتليليس بوهران، على حساب غريمه شباب براقي بنتيجة (33/26)، وكان الشوط الأول قد انتهى أيضا لمصلحة زملاء بودرالي بحصة (16-7). وكما تدل عليه هاتان النتيجتان، فإن المجمع البترولي لم يترك أي بصيص أمل يطمع فيه الشباب، حيث فرض عليه منطقه منذ انطلاق الشوط الأول، حيث كانت شباك حارس براقي كربوش تهتز كل دقيقة تقريبا، تارة بواسطة توغلات بودرالي وشهبور، وتارة أخرى بفضل ارتقاءات بركوس وزواوي وبرياح، وهو ما سمح للمجمع بأخذ فارق مريح جدا مع مرور دقائق الشوط الأول، حيث سجلت الدقيقة ال11 فارق 5 أهداف (7/2)، ليصل إلى فارق 8 أهداف بحلول الدقيقة ال19، وقد كان هذا الفارق بمثابة الصاعقة على أشبال المدرب حبيطة عبد المالك، حيث عجزوا تماما عن مسايرة الإيقاع القوي الذي فرضه المجمع البترولي، الذي زاد في هيجانه إلى أن حاز على فارق محترم مع نهاية الشوط الأول، إذ بلغ 9 أهداف (16/7)، وقد ساهم في هذه النتيجة الإهدار المتواصل وغير المفهوم لفرص التسجيل من قبل فريق براقي، والتي غالبا ما جاءت عن طريق قذفات لصعوبة اختراق الدفاع الصلب للمجمع. والسبب الثاني هو الدور الكبير والإيجابي الذي لعبه الحارس الدولي السابق عبد المالك سلاحجي.الشوط الثاني لم يختلف كثيرا عن سابقه، حيث مال أيضا إلى أشبال المدرب رضا زقيلي، الذي وجد الفرصة لتدوير تشكيلته التي عانت من إرهاق بدني واضح، جراء تلاحق المباريات سواء في جبهة البطولة أو الكأس وفي فترة زمنية قصيرة، وقد ظهر ذلك جليا في الفترة الممتدة من الدقيقة ال3 إلى غاية التاسعة، التي نجح فيها شباب براقي في تقليص الفارق إلى 6 أهداف، وذلك بفضل النشاط الواضح للاعبه غيطي، الذي سجل لوحده في هذه المرحلة الثانية 5 أهداف، لكن المجمع المحنّك استحضر خبرته لتسيير ما بقي من وقت هذا الشوط الثاني، وحتى يمنع أي مفاجأة غير سارة عنه، استعاد توازنه ومبادرته في التسجيل بفضل الثلاثي بركوس وشهبور وزواوي، إذ استعاد فارق ال10 أهداف في الدقيقة ال17، لكنه فقده مرة ثانية ليستقر في سبعة أهداف عند نهاية اللقاء وبنتيجة (33/26)، لكنه لم يكن يهم الفارق بقدر رفع كأس البطولة للمرة ال25 في مشوار الفريق، والخامسة تحت مسمى المجمع البترولي أمام مرأى الحضور المحترم بقاعة قصر الرياضات ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد السيد محمد عزيز درواز، والعديد من الوجوه الرياضية والأسماء السابقة التي سجلت حضورها بامتياز. وقد اعتبر مدرب المجمع رضا زقيلي تتويج فريقه منطقيا؛ بالنظر إلى الجهود التي بذلها لاعبوه، ليس في هذه المقابلة فقط بل طيلة الأسبوع الذي كان شاقا عليهم، لكن أهمية الرهان أجبرتهم على تجاوز تعبهم من أجل تحقيق هذا الإنجاز. أما مدرب شباب براقي حبيطة عبد المالك فاعتبر بلوغ فريقه الرتبة الثانية في البطولة الوطنية بمثابة فتح رياضي كبير لرياضة كرة اليد في مدينة براقي، لأنه يتحقق لأول مرة منذ تأسيسه سنة 1978. أما عن المباراة في حد ذاتها، فاعتبر محدثنا نتيجتها منطقية بالنظر إلى التعب الكبير الذي لحق لاعبيه جراء لعبهم لوقتين إضافيين في الدور نصف النهائي، ضاربا موعدا لمشاركة إفريقية السنة القادمة. وعقب اللقاء توّج المنظمون لاعب المجمع البترولي مسعود بركوس أحسن لاعب في اللقاء، وزميله الحارس عبد المالك سلاحجي أحسن حارس. نشير في الأخير إلى أنه تم خلال أمسية كرة اليد بقصر الرياضات حمو بوتليليس بوهران، تكريم بعض اللاعبين الدوليين السابقين الذين صنعوا مجد الكرة الصغيرة في بلادنا، سواء مع الفريق الوطني أو مولودية نفط وهران، يتقدمهم المدرب مكي الجيلالي، الذي ارتقى بفريقه نهاية هذا الموسم إلى القسم الوطني الأول، وأسطورة كرة اليد الجزائرية بن جميل عبد الكريم، ومصطفى دوبالة، وعبد الحميد بودشيش، والحارس سفيان ليمام وحود علي، بحضور نجوم رياضية أخرى في نفس اللعبة كجعفر بلحسين وعبد السلام بن مغسولة وغربي وغيرهم، وكلهم أمام مرأى مدربهم السابق محمد عزيز درواز.