أكدت رئيسة لجنة تحكيم الطبعة الثامنة لمهرجان المسرح المحترف، الأستاذة جميلة زقاي، أن دورة 2013 التي جاءت لتحتفي بالذكرى الخمسين للاستقلال، اتسمت عروضها المسرحية المشاركة بالسطحية، وبقيت جاثمة في موضوع جدلية المجاهدين والاحتلال الفرنسي، وتمنت لو أنها تناولت مواضيع تخص الاستقلال بأفكار وأساليب حداثية. كشفت الأستاذة جميلة زقاي خلال إعلانها لنتائج منافسة المهرجان الوطني للمسرح المحترف، أول أمس بالجزائر العاصمة، أن مستوى العروض المشاركة كان متباينا جدا، النصوص متشظية وغلب الإخراج على النص، مشيرة إلى الهفوات التي وقعت فيها المسرحيات المتنافسة، كاللجوء إلى التكرار واستعمال تقنية “الفلاش باك”، فقد طغت مشاهد مملة كان يكمن الابتعاد عنها والتوجه إلى الرمزية على الخشبة. وبعد ما أكدت أن المهرجان كان عرسا ثقافيا وثمنت الجهود المبذولة، أوضحت أن النقد المعاصر لا يعترف بعروض ضعيفة وأخرى جيدة، فمستوى العروض كان متباينا، الأمر الذي جعل لجنة التحكيم ترشح عملين فقط لنيل جائزة أحسن عرض متكامل، ويتعلق الأمر بمسرحية “ما تبقى من الوقت”، و«ذكرى من الألزاس” التي وقع الاختيار عليها ليتوّج بالجائزة الكبرى للمهرجان، إذ رأت رئيسة لجنة التحكيم أنهما العرضان الحداثيان الوحيدان، وهما مثالان يقتدى بهما في العملية الإبداعية، لذا لم يتم الإعلان عن ثلاثة مرشحين، مثلما جرت عليه العادة في تقديم الجوائز الأخرى. وقبل الإعلان عن النتائج، أوصت لجنة التحكيم، على لسان رئيستها، بمجموعة من النقاط التي من شأنها أن ترفع من مستوى المهرجان والارتقاء به، إذ بات من الضروري استحداث لجنة انتقاء الأعمال المسرحية، يتم حصرها في عشرة عروض، وتقوم هذه اللجنة باختيار أهم المحترفين لشحذ وتيرة المنافسة وليس تلقائيا، خاصة مع ارتفاع عدد المسارح الجهوية إلى 14 مسرحا، بالإضافة إلى التعاونيات، وتتم عملية الانتقاء عبر تصفيات محلية وجهوية، كما يشترط أن تكون المسرحيات المختارة قد قدمت عروضا في جولات عديدة، ويرفض تقديم العروض الشرفية. كما أوصت كتّاب النصوص بتعميق البنية الدرامية في نسج مواضيعهم المطروحة على الخشبة، وتجاوز السرد المباشر، وطالبت من محافظة المهرجان بتنظيم ندوات تطبيقية نقدية بعد كل عرض لمناقشة الأعمال المسرحية دون حضور لجنة التحكيم.