يسدل الستار عشية اليوم، بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي على فعاليات الطبعة الثامنة لمهرجان المسرح المحترف الذي تزامن هذه السنة بالاحتفالات الخاصة لذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، بحضور ممثل عن وزيرة الثقافة، و رئيس الدورة، إلى جانب حضور العديد من الشخصيات الفنية الجزائرية و العربية، وذلك في جو احتفالي كلاسيكي تحييه الأركسترا السنفونية الوطنية. بعد تسعة أيام من المنافسة عرفت مشاركة 17 عرض مسرحي، و التي سبق لهم إفتكاك جوائز الأولى في مهرجانات وطنية، جاء اليوم دور لجنة التحكيم و التي تترأسها الأستاذة جميلة زقاي من جامعة وهران، و يشكل أعضاءها كل من جمال مرير، إبراهيم شرقي، جواد الأسدي من العراق، محمد أنور من سوريا، و حبيب دمبلي من مالي إلى جانب أحسن تليلاني الذي انسحب من اللجنة بعد و ذلك بعد علمه بأن المسرح الجهوي لأم البواقي يشارك في المنافسة بمسرحية "أمسية في باريس" لمؤلفيها رشيد بن شيخ و هي المسرحية التي عمل على ترجمتها الأستاذ حسن تليلاني، و نشرها ضمن كتابه الذي حمل عنوان "مختارات من المسرح الجزائري" الصادر سنة 2008،وسيتم خلال هذا الحفل الإعلان عن الفائزين ، وقد علم أن لجنة التحكيم وجدت صعوبة فعلية للفصل بين الأعمال المسرحية المشاركة و ذلك بإجماع متتبعي تلك العروض الذين أكدوا بشأنها و حسب الاستطلاع الذي جرته الجزائر الجديدة، و ذلك أن معظم الأعمال المشاركة تعرف نفس المستوى ما عدا عرضيين أو ثلاثة عروض التي استوفت شروط العمل المسرحي والمؤهلة لنيل جائزة المهرجان، نذكر منها مسرحية "ما تبقى من الوقت" و هي عمل مشترك بين تعاونية كاتب ياسين، و الجمعية الثقافية بسمة المسرح بعين تموشنت، و مسرحية "حب من زمن الحرب" للمسرج الجهوي لسيدي بلعباس، بالإضافة إلى مسرحية "ذكرى من الألزاس" للمسرح الجهوي لمعسكر، غير أن العديد ممن استطلعنا آراءهم، أكدوا أن عروض هذه السنة هي عروض متقاربة في المستوى و أحداثها تتشابه، لم تخرج من الخطابية و سرد للأحداث تاريخية و لم يتوفر فيها عنصر الفرجة الذي يعد الركن الأول لنجاح أي عمل مسرحي، و من أهم الجوائز المخصصة للمهرجان، جائزة أحسن ممثل و ممثلة( دور رئيسي و دور ثانوي)، جائزة أحسن إخراج، جائزة أحسن سينوغرافيا، و جائزة أحسن عرض متكامل، بالإضافة إلى جائزة لجنة التحكيم، للإشارة فقد عادة جائزة المهرجان في الطبعة السابقة إلى المسرح الجهوي لأم البواقي عن مسرحية "افترض ماذا حدث فعلا" للمخرج لطفي بن سبع، و قد عرف المهرجان منذ انطلاقه في 24 ماي المنصرم العديد من النشاطات الثقافية، فإلى جانب العروض التي كانت خارج المسابقة و التي شاركت فيها دول عربية على غرار تونس ومصر و دول أجنبية فرنسا و أمريكا، تم تنظيم يوم دراسي تم خلاله استذكار عميد المسرح الجزائري مصطفى كاتب، هذا إلى جانب الملتقى العلمي حول " الكتابة المسرحية في الوطن العربي بين الاقتباس و الإستنيات و الترجمة" و الذي نظم بفندق السفير على مدار ثلاثة أيام خرج فيه المشاركين بجملة من التوصيات أعمها أن يكون محور الطبعة السنة المقبلة للملتقى الذي سينظم على هامش المهرجان حول "المصطلح و دلالاته في المسرح العربي". كما تضمن المهرجان برنامجا أدبيا "الشعر في ضيافة المسرح" و الذي رفع هذه السنة لروح الأديبة الراحلة يمينة مشاكرة، من إعداد و تقديم عبد الكاتب الإعلامي عبد الرزاق بوكبة حيث استضافة هذه السنة وجوه أدبية و شعرية فقط من العاصمة، و حتى يأخذ المهرجان صبغة العلمية و التعليمية، نظم على هامشه وراشات تكوينية و قد خصصت هذه السنة لفن التمثيل و الذي أشرف عليها الدكتور محمود أبو العباس، و فن الإلقاء و كانت تحت إشراف الأستاذ سعيد نصر سليم، إلى جانب ورشة فن الكتابة الدرامية و التي أطرها كريم رشيد، و ورشة الإخراج المسرحي لدكتورة عواطف نعيم. نسرين أحمد زواوي