انطلاق قافلة التحسيس والوقاية من التسممات الغذائية في العاشر جوان تنظم وزارة التجارة بالتنسيق مع الفدرالية الوطنية لحماية المستهلك، قافلة وطنية للوقاية من التسممات الغذائية تجوب مختلف ولايات الوطن، حيث ستعطى إشارة الانطلاقة يوم 10 جوان الجاري من الصنوبر البحري بالعاصمة تحت شعار: “مسؤولية المستهلك في الحماية ضد التسممات الغذائية”. ويبقى الهدف من هذه التظاهرة، هو التحسيس والتوعية بالمخاطر التي تهدد صحة المستهلك، وكذا الدفاع عن حقوق المستهلك وحمايته، بالإضافة إلى ترسيخ وتكريس ثقافة استهلاكية سليمة في الوسط الاجتماعي تزامنا مع فصل الصيف، حسب رئيس الجمعية، السيد حريز ل “المساء”. وأكد السيد حريز، أن هذه التظاهرة التي سيشرف على انطلاقها وزير التجارة، السيد مصطفى بن بادة، تدخل في إطار البرنامج التحسيسي السنوي للوزارة الموجه لفائدة جميع شرائح المجتمع الجزائري، لاسيما مع حلول فصل الصيف، والذي يخلد فيه معظم الجزائريين للراحة والاستجمام بعد عام من العمل، كما تُقدم فيه العديد من العائلات الجزائرية على إقامة الأعراس والرحلات السياحية والإقبال على تناول مختلف المأكولات والمشروبات والحلويات والمرطبات والمثلجات، التي يمكن أن تكون سببا في الإصابة بالتسمم الغذائي إذا لم تحترم شروط الإنتاج أو الحفظ أو النقل أو التوزيع. مشيرا إلى أن هذه القافلة التي ستجوب كل مناطق الوطن بتسع حافلات، هي عبارة عن معارض ومحاضرات وأنشطة ثقافية ورياضية وتوزيع منشورات تعريفية ووقائية من الإصابة بهذا الخطر المحتمل. وأوضح محدثنا، أن هذه القافلة تنظم كل سنة بالتنسيق مع الفدرالية الوطنية لحماية المستهلك، الذي يتحمل مسؤولية التسممات الغذائية بدرجة كبيرة ويكتفي بإلقائه اللوم على مصالح الرقابة، لكن في الحقيقة، فإن المستهلك هو خط الدفاع الأول في وقاية نفسه من غيره باستعمال الحواس والانتباه لعلامات ومؤشرات النظافة عند دخوله للمقاهي والمطاعم. مشيرا إلى أن المستهلك يصبح عدوا لنفسه عند استعماله لمواد سريعة التلف بأثمان رخيصة، وشرائها من أماكن غير مرخصة مثل الأسواق الفوضوية أو شراء اللحوم المعروضة على جانبي الطرق السريعة، إضافة إلى عدم استعمال الثلاجات لحفظ الطعام خصوصا في الأعراس والولائم، ويترك في درجات حرارية عالية ثم يؤكل. من جهة أخرى، حمل السيد حريز بعض التجار مسؤولية انتشار التسممات الغذائية لعدم التزامهم بشروط النظافة، والبحث على الربح السريع بدون مراعاة صحة المستهلك، وأعطى مثالا عن التجار الذين يقطعون الكهرباء ليلا خوفا من ارتفاع فاتورة الكهرباء دون أخذ المواد الغذائية بعين الاعتبار، مضيفا أن هناك تجاوزات تقوم بها بعض الشاحنات في نقل السلع السريعة التلف كالحليب ومشتقاته عبر الولايات بدون ترخيص، في غياب الرقابة بالحواجز الأمنية، لذا لابد من فرض قوانين صارمة للقضاء على هذه المخالفات، وأنه لابد من التعاون والتنسيق بين مكاتب النظافة، وقطاع الصحة وكل المصالح العمومية لضمان صيف بدون تسممات. للإشارة، فإن هذه التظاهرات التحسيسية والتوعوية التي دأبت وزارة التجارة على إقامتها سنويا، إضافة للملتقيات المتخصصة والبرامج الرقابية المركزة، قد ساهمت بشكل جلي في التقليل من عدد الإصابات المسجلة سنويا، وذلك حسب الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة والسكان، ويبقى السلوك الحضاري للتاجر والمستهلك أكبر ضمان لتفادي الإصابة بهذه الأخطار التي تهدد الصحة والسكينة العمومية.